فصل وَأما قَول من قَالَ إِن أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ عَن يَمِين آدم وأرواح الْكفَّار
عَن يسَاره فلعمر وَالله لقد قَالَ قولا يُؤَيّدهُ الحَدِيث الصَّحِيح وَهُوَ حَدِيث الْإِسْرَاء فان النَّبِي رَآهُمْ كَذَلِك وَلَكِن لَا يدل على تعادلهم فِي الْيَمين وَالشمَال بل يكون هَؤُلَاءِ عَن يَمِينه فِي الْعُلُوّ وَالسعَة وَهَؤُلَاء عَن يسَاره فِي السّفل والسجن
وَقد قَالَ أَبُو مُحَمَّد بن حزم ان ذَلِك البرزخ الَّذِي رَآهُ فِيهِ رَسُول الله لَيْلَة أسرى بِهِ عِنْد سَمَاء الدُّنْيَا قَالَ وَذَلِكَ عِنْد مُنْقَطع العناصر قَالَ وَهَذَا يدل على أَنَّهَا عِنْده تَحت السَّمَاء حَيْثُ تَنْقَطِع العناصر وَهِي المَاء وَالتُّرَاب وَالنَّار والهواء
وَهُوَ دَائِما يشنع على من قَالَ قولا لَا دَلِيل عَلَيْهِ فَأَي دَلِيل لَهُ على هَذَا القَوْل من كتاب وَسنة وَسَيَأْتِي إشباع الْكَلَام على قَوْله إِذا انتهينا إِلَيْهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى
فَإِن قيل فَإِذا كَانَت أَرْوَاح أهل السعاده عَن يَمِين آدم وآدَم فِي السَّمَاء الدُّنْيَا وَقد ثَبت أَن