الْوَجْه الثَّالِث أَنه لَا يمْتَنع أَن يكون بعض الأمزجة أوفق لبَعض القوى فَلَعَلَّ مزاج الشَّيْخ أوفق للقوة الْعَقْلِيَّة فَلهَذَا السَّبَب تقوى فِيهِ الْقُوَّة الْعَاقِلَة
الْوَجْه الرَّابِع أَن المزاج إِذا كَانَ فِي غَايَة الْقُوَّة والشدة كَانَت سَائِر القوى قَوِيَّة فَتكون الْقُوَّة الشهوانية والغضبية قَوِيَّة جدا وَقُوَّة هَذِه القوى تمنع الْعقل من الاستكمال فَإِذا حصلت الْقُوَّة الشيخوخة وَحصل الضعْف حصل بِسَبَب الضعْف ضعف فِي هَذِه القوى الْمَانِعَة لِلْعَقْلِ من الاستكمال وَحصل فِي الْعقل أَيْضا ضعف وَلَكِن بعد مَا حصل فِي الْعقل من الضعْف حصل ذَلِك فِي أضداده فينجبر النُّقْصَان من أحد الْجَانِبَيْنِ بِالنُّقْصَانِ من الْجَانِب الآخر فَيَقَع الِاعْتِدَال