رَاشد قَالَت كَانَ مَرْوَان المحلمى لى جارا وَكَانَ قَاضِيا مُجْتَهدا قَالَت فَمَاتَ فَوجدت عَلَيْهِ وجدا شَدِيدا قَالَت فرأيته فِيمَا يرى النَّائِم قلت أَبَا عبد الله مَا صنع بك رَبك قَالَ أدخلنى الْجنَّة قلت ثمَّ مَاذَا قَالَ ثمَّ رفعت إِلَى أَصْحَاب الْيَمين قلت ثمَّ مَاذَا قَالَ ثمَّ رفعت إِلَى المقربين المقربين قلت فَمن رَأَيْت من إخوانك قَالَ رَأَيْت الْحسن وَابْن سِيرِين وَمَيْمُون بن سياه قَالَ حَمَّاد قَالَ هِشَام بن حسان فحدثتني أم عبد الله وَكَانَت من خِيَار نسَاء أهل الْبَصْرَة قَالَت رَأَيْت فِيمَا يرى النَّائِم كَأَنِّي دخلت دَارا حَسَنَة ثمَّ دخلت بستانا فَذكرت من حسنه مَا شَاءَ الله فَإِذا أَنا فِيهِ بِرَجُل متكىء على سَرِير من ذهب وَحَوله الوصفاء بِأَيْدِيهِم الأكاويب قَالَت فَإِنِّي لمتعجبه من حسن مَا أرى إِذْ قيل هَذَا مَرْوَان المحلمى أقبل فَوَثَبَ فَاسْتَوَى جَالِسا على سَرِيره قَالَت واستيقظت من منامى فَإِذا جَنَازَة مَرْوَان قد مر بهَا على بابى تِلْكَ السَّاعَة
وَقد جَاءَت سنة صَرِيحَة بتلاقي الْأَرْوَاح وتعارفها قَالَ ابْن أبي الدُّنْيَا حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الله بن بزيغ أَخْبرنِي فُضَيْل بن سُلَيْمَان النميري حَدثنِي يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَبِيبَة عَن جده قَالَ لما مَاتَ بشر بن الْبَراء بن معْرور وجدت عَلَيْهِ أم بشر وجدا شَدِيدا فَقَالَت يَا رَسُول الله إِنَّه لَا يزَال الْهَالِك يهْلك من بني سَلمَة فَهَل تتعارف الْمَوْتَى فَأرْسل إِلَى بشر بِالسَّلَامِ فَقَالَ رَسُول الله نعم وَالَّذِي نفسى بِيَدِهِ يَا أم بشر انهم ليتعافون كَمَا تتعارف الطير فِي رُءُوس الشّجر وَكَانَ لَا يهْلك من بنى سَلمَة إِلَّا جَاءَتْهُ أم بشر فَقَالَت يَا فلَان عَلَيْك السَّلَام فَيَقُول وَعَلَيْك فَتَقول اقْرَأ على بشر السَّلَام
وَذكر ابْن أبي الدُّنْيَا من حَدِيث سُفْيَان عَن عَمْرو بن دِينَار عَن عبيد بن عُمَيْر قَالَ أهل الْقُبُور يتوكفون الْأَخْبَار فَإِذا أَتَاهُم الْمَيِّت قَالُوا مَا فعل فلَان فَيَقُول صَالح مَا فعل فلَان يَقُول صَالح مَا فعل فلَان فَيَقُول ألم يأتكم أَو مَا قدم عَلَيْكُم فَيَقُولُونَ لَا فَيَقُول أَنا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون سلك بِهِ غير سبيلنا