وَقَالَ قبيصَة بن عقبَة رَأَيْت سُفْيَان الثورى فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقلت مَا فعل الله بك فَقَالَ
نظرت إِلَى رَبِّي عيَانًا فَقَالَ لي ... هَنِيئًا رضايا عَنْك يَا ابْن سعيد
فقد كنت قواما إِذا اللَّيْل قد دجا ... بعبرة محزون وقلب عميد
فدونك فاخترأى قصر تريده ... وزرنى فإنى مِنْك غير بعيد
وَقَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة رَأَيْت سُفْيَان الثورى بعد مَوته يطير فِي الْجنَّة من نَخْلَة إِلَى شَجَرَة وَمن شَجَرَة إِلَى نَخْلَة وَهُوَ يَقُول لمثل هَذَا فليعمل الْعَامِلُونَ فَقيل لَهُ بِمَا أدخلت الْجنَّة قَالَ بالورع بالورع قيل لَهُ فَمَا فعل على بن عَاصِم قَالَ مَا نرَاهُ إِلَّا مثل الْكَوْكَب
وَكَانَ شُعْبَة بن الْحجَّاج ومسعر بن كدام حافظين وَكَانَا جليلين قَالَ أَبُو أَحْمد البريدى فرأيتهما بعد مَوْتهمَا فَقلت أَبَا بسطَام مَا فعل الله بك فَقَالَ وفقك الله لحفظ مَا أَقُول
حبانى إلهى فِي الْجنان بَقِيَّة ... لَهَا ألف بَاب من لجين وجوهرا
وَقَالَ لى الرَّحْمَن يَا شُعْبَة الَّذِي ... تبحر فِي جمع الْعُلُوم فأكثرا
تنعم بقربى إننى عَنْك ذُو رضَا ... وَعَن عبدى القوام فِي اللَّيْل مسعرا
كفا مسعرا عزا بِأَن سيزورني ... واكشف عَن وجهى الْكَرِيم لينظرا
وَهَذَا فعالى بالذين تنسكوا ... وَلم يألفوا فِي سالف الدَّهْر مُنْكرا
قَالَ أَحْمد بن مُحَمَّد اللبدى رَأَيْت أَحْمد بن حَنْبَل فِي النّوم فَقلت يَا أَبَا عبد الله مَا فعل الله بك قَالَ غفر لى ثمَّ قَالَ يَا أَحْمد ضربت فِي سِتِّينَ سَوْطًا قلت نعم يارب قَالَ هَذَا وجهى قدأبحتك فَأنْظر إِلَيْهِ
وَقَالَ أَبُو بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحجَّاج حَدَّثَنى رجل من أهل طوسوس قَالَ دَعَوْت الله عز وَجل أَن يرينى أهل الْقُبُور حَتَّى أسألهم عَن أَحْمد بن حَنْبَل مَا فعل الله بِهِ فَرَأَيْت بعد عشر سِنِين فِي الْمَنَام كَأَن أهل الْقُبُور قد قَامُوا على قُبُورهم فبادرونى بالْكلَام فَقَالُوا يَا هَذَا كم تَدْعُو الله عز وَجل أَن يُرِيك ايانا تسألنا عَن رجل لم يزل مُنْذُ فارقكم تحليه الْمَلَائِكَة تَحت شَجَرَة طُوبَى قَالَ أَبُو مُحَمَّد عبد الْحق وَهَذَا الْكَلَام من أهل الْقُبُور إِنَّمَا هُوَ اخبار عَن علو دَرَجَة أَحْمد بن حَنْبَل وارتفاع مَكَانَهُ وَعظم مَنْزِلَته فَلم يقدروا أَن يعبروا عَن صفة حَاله وَعَن مَا هُوَ فِيهِ إِلَّا بِهَذَا وَمَا هُوَ فِي مَعْنَاهُ