وَذكر مُعَاوِيَة بن صَالح عَن سعيد بن سُوَيْد أَنه سَأَلَ ابْن شهَاب عَن أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ فَقَالَ بلغنى أَن أَرْوَاح الشُّهَدَاء كطير خضر معلقَة بالعرش تَغْدُو وَتَروح إِلَى رياض الْجنَّة تأتى رَبهَا فِي كل يَوْم تسلم عَلَيْهِ
وَقَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر فِي شرح حَدِيث ابْن عمر أَن أحدكُم إِذا مَاتَ عرض عَلَيْهِ مَقْعَده بِالْغَدَاةِ والعشى إِن كَانَ من أهل الْجنَّة فَمن أهل الْجنَّة وَإِن كَانَ من أهل النَّار فَمن أهل النَّار يُقَال لَهُ هَذَا مَقْعَدك حَتَّى يَبْعَثك الله إِلَى يَوْم الْقِيَامَة قَالَ وَقد اسْتدلَّ بِهِ من ذهب إِلَى أَن الْأَرْوَاح على أفنية الْقُبُور وَهُوَ أصح مَا ذهب اليه فِي ذَلِك وَالله أعلم لِأَن الْأَحَادِيث بذلك أحسن مجيئا وَأثبت نقلا من غَيرهَا
قَالَ وَالْمعْنَى أَنَّهَا قد تكون على أفنية قبورها لَا على أَنَّهَا تلْزم وَلَا تفارق أفنية الْقُبُور كَمَا قَالَ مَالك رَحمَه الله أَنه بلغنَا أَن الْأَرْوَاح تسرح حَيْثُ شَاءَت
قَالَ وَعَن مُجَاهِد أَنه قَالَ الْأَرْوَاح على أفنية الْقُبُور سَبْعَة أَيَّام من يَوْم دفن الْمَيِّت لَا تفارق ذَلِك وَالله أعلم