أصلا وميز فِيهِ الْمَتْن من الشَّرْح بخطوط سود ثمَّ كتب على الْحَوَاشِي زيادات كَثِيرَة وميزها عَن الشَّرْح الأول وَذكر أَن مَا دونهَا شرح صَغِير وَأَنَّهَا مَعَ الشَّرْح الصَّغِير شرح كَبِير
قَالُوا وَخط الشَّارِح على غَايَة من الصعوبة بِحَيْثُ عجز أَكثر أَصْحَابه عَن اسْتِخْرَاج خطه وَاسْتمرّ الشَّرْح فِي المسودة لتِلْك الصعوبة ثمَّ تصدى بعض الطّلبَة لتبييض الشرحين الْمَذْكُورين فبيض حَتَّى وصل إِلَى نَحْو ثلث الشَّرْح وانْتهى ذَلِك إِلَى نَحْو من تسعين جُزْءا وَكَذَا شَرحه شيخ الْإِسْلَام أَحْمد بن حجر الهيتمي رَحمَه الله تَعَالَى إِلَّا أَنه لم يتم بل قَارب ثلث الْكتاب فِيمَا أَظن نعم عيب عَلَيْهِ فِيهِ قَوْله خلافًا لِلشَّيْخَيْنِ فِي مَوَاضِع مُتعَدِّدَة وَقد تقرر أَن الَّذِي عَلَيْهِ الْفَتْوَى الْآن فِي مَذْهَب الإِمَام الشَّافِعِي هُوَ مَا اتّفق عَلَيْهِ الشَّيْخَانِ الرَّافِعِيّ وَالنَّوَوِيّ فَإِن اخْتلفَا فالنووي لِأَنَّهُ متعقب رُبمَا ظهر لَهُ مَا خَفِي على الأول الا مَا اتّفق الْمُتَأَخّرُونَ قاطبة على أَنه سَهْو أَو غلط وَمَا عداهُ لَا عِبْرَة بِمن خَالف فِيهِ
نبه على ذَلِك خَاتِمَة الْمُتَأَخِّرين شهَاب الدّين أَحْمد بن حجر الهيتمي رَحمَه الله تَعَالَى وَذكر أَن هَذَا هُوَ مَا أَخذه عَن مشايخه وهم عَن مشايخهم وَهَكَذَا انْتهى وَالله أعلم وَهُوَ فِي مُجَلد ضخم
وَمِنْهَا تَجْرِيد الزَّوَائِد وتقريب الفرائد فِي مجلدين جمع فِيهِ الْفُرُوع الزَّائِدَة على الرَّوْضَة غَالِبا وَكتاب تحفة الطلاب ومنظومة الارشاد فِي خَمْسَة آلَاف وَثَمَانمِائَة وَأَرْبَعين بَيْتا وَزَاد على الارشاد كثيرا من الْمسَائِل والقيود ونظم أَوَائِله إِلَى الرَّهْن فِي مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ مكث نَحْو خمس عشرَة سنة ثمَّ شرع فِي تتمته فكمله فِي أقل من سنة وفتاوى جمعهَا وَلَده القَاضِي الْعَلامَة بركَة الْمُسلمين حُسَيْن بن أَحْمد المزجد ثمَّ جمعهَا ابْن النَّقِيب وَزَاد فِيهَا من تفقهاته مَا لَا غنى عَنهُ وَله غير ذَلِك وتفقه بِهِ خلائق كَثِيرُونَ مِنْهُم أَبُو الْعَبَّاس الطبنداوي وَشَيخ الْإِسْلَام ابْن زِيَاد والحافظ الديبع والعلامة مُحَمَّد بن عمر بحرق وَصَالح النماري وَغَيرهم من أكَابِر الْأَعْيَان وَاخْتِلَاف أَجنَاس الطّلبَة من جِهَات شَتَّى وَله شعر حسن وَمِنْه فِي الْحصن الْحصين