للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِذا مَا خفت من نوب الفنا ... فلازم عدَّة الْحصن الْحصين

وثق بِجَمِيعِ مَا فِيهَا لتظفر ... سَرِيعا بالتخلص عَن يَقِين

فقد جربتها فَوجدت فِيهَا ... أَمَان الْخَائِفِينَ من الْمنون

وفيهَا برْء دَاء لَا يداوى ... تفريج عَن الْقلب الحزين

وَمِنْه ... لَا تصْحَب الْمَرْء إِلَّا فِي استكانته ... تَلقاهُ سهلاً أديباً لين الْعود

واحذره ان كَانَت الايام دولته ... لَعَلَّ يوليك خلقا غير مَحْمُود

فَإِنَّهُ فِي مهاو من تغطرسه ... لَا يرعوي لَك أَن عادى وَأَن عودي

وَقل لأيامه اللَّاتِي قد انصرمت ... بِاللَّه عودي علينا مرّة عودي ...

وَمِنْه ... قلت للفقر أَيْن أَنْت مُقيم ... قَالَ لي فِي محابر الْعلمَاء

إِن بيني وَبينهمْ لاخاء ... وعزيز عَليّ قطع الاخاء ...

وَكَانَ ينظم فِي الْيَوْم الْوَاحِد نَحْو ثَمَانِينَ بَيْتا مَعَ الْقُيُود والاحترازات وَله مرثية عَظِيمَة فِي شَيْخه عمر الْفَتى

قَالَ حفيده شيخ الْإِسْلَام قَاضِي قُضَاة الْأَنَام أَبُو الْفَتْح ابْن حُسَيْن المزجد رَحمَه الله تَعَالَى كَانَ جدي رَحمَه الله تَعَالَى شرح جَامع المختصرات للنسائي فِي سِتّ مجلدات ثمَّ لما رَآهُ لم يسْتَوْف مَا حواه الْجَامِع الْمَذْكُور من الْجمع وَالْخلاف القاه فِي المَاء فاعدمه وَالله الْمُسْتَعَان

قَالَ عَلامَة الْعَصْر ومفتيه أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن النَّاشِرِيّ أبقاه الله تَعَالَى كَانَ القَاضِي الْمشَار إِلَيْهِ إِذا سئم من الْقِرَاءَة والمطالعة استدعى بمقامات الحريري فيطالع فِيهَا ويسميها طبق الْحَلْوَى وَولي قَضَاء عدن ثمَّ قَضَاء زبيد وباشر ذَلِك بعفة وديانة وطالت مدَّته فِيهَا

وَحكي أَنه لما جَاءَ زبيد وأتى إِلَيْهِ بمعلومها قَالَ جِئْنَا من عدن إِلَى عدم وَكَأَنَّهُ وَالله أعلم كَانَ غير رَاض بِهَذِهِ الْمرتبَة لما فِيهَا من الْخطر الْعَظِيم وَذَلِكَ لكَمَال ورعه واحتياطه فِي دينه واستحقاره لزهرة الدُّنْيَا ومنصبها وَكَانَ على جَانب عَظِيم من الدّين حَتَّى قَالَ بَعضهم فِي عصره لَو جَازَ أَن يبْعَث الله نَبيا فِي عصرنا لَكَانَ أَحْمد المزجد هُوَ ذَلِك النَّبِي

<<  <   >  >>