وَأَطْنَبَ فِيهِ غَايَة الْأَطْنَاب رَحمَه الله وَسَتَأْتِي قصيدته الَّتِي رثى بهَا الشَّيْخ أَحْمد بن أبي بكر العيدروس فِي تَرْجَمته وَهِي فِي غَايَة الْجَوْدَة وَمن نظمه الْحسن هَذِه القصيدة المسمطة الَّتِي امتدح بهَا شَيْخه سَيِّدي الشَّيْخ أَبُو بكر بن عبد الله العيدروس نفعنا الله ببركاته وَهِي ... سأبيح بالغرام ... كم ذأ تستر بعشيقى
وَأَرْفَع ذِي اللثام ... أَو خُذ نَصِيبي ورزقي
زِدْنِي فِي الملام ... يَا عاذلي لَا تتبقي
وَأشهر ذَا الْكَلَام ... فِي كل غرب وشرق
مَا للنَّاس معي ... إِذا هويت كل رعنا
وأحنيت أُصْبُعِي ... فِي عشق سلمى ولبنا
واصغى مسمعي ... لكل معنى ومغنا
وسأشرب من مدام ... الْحبّ يَا صَاح وأسقى
مَا فِي الْحبّ عَار ... كلا وَلَا فِيهِ من باس
سأخلع ذَا العذار ... وأحمله شَهْري على الراس
وأعصي من أَشَارَ ... وأترك رضَا النَّاس للنَّاس
من كَانَ مستهام ... مثلي فَيَأْتِي بشقي
وَالله الْعَظِيم ... لَا أرعوي للعواذل
لي رب كريم ... بجوده الْكل شَامِل
كرر يَا نديم ... من مطربات البلابل
حدك يَا غُلَام ... الدُّف من كل طرقي
سأصرح وَأَقُول ... عشقت زيد المسما
وأغنم ذَا الْقبُول ... من قبل أما وَأما
مَا للنَّاس فضول ... من هابهم مَاتَ غما
دعهم فِي سَلام ... يسْعد حد الله ويشقى
سأنثر فِي الْجُلُوس ... عُقُود در وعقيان
فِي ابْن العيدروس ... عالي المقامات والشان
منفوس النُّفُوس ... ومنتهى كل إِنْسَان
طَال عمره ودام ... لكل فتق ورتق ...