للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذاتي المغيب عَن الْإِطْلَاق وَالتَّقْيِيد وَأما قَوْله وعنك الِاحْتِمَال يُرِيد أَن الْأَعْيَان الثَّابِتَة من حَيْثُ هِيَ تحملت حصص الْوُجُود المفاض عَلَيْهَا فِي عَالم النُّور المرش فِي حَضْرَة الْإِمْكَان والاشارة إِلَيْهِ من الحَدِيث الْقُدسِي فِي قَوْله ان الله خلق الْخلق فِي ظلمَة ثمَّ رش عَلَيْهِم من نوره فالظلمه ظلمَة الْعَدَم الامكاني والنور نور الْوُجُود المفاض إِلَى الاعيان بِحَسب الْإِرَادَة المرجحة الْمَشِيئَة القاضية بِمَا حكم بِهِ من الْعلم عَلَيْهَا وَلها وَإِنَّمَا حكم عَلَيْهَا بهَا فَلهَذَا صَحَّ الِاحْتِمَال وَالسَّلَام على أهل التَّوْفِيق من أهل الطَّرِيق

وَمِمَّا املاه أَيْضا فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء الثَّامِنَة وَالْعِشْرين من شهر رَمَضَان سنة ١٥٥٨ لما جَاءَت الرآء فِي أول السُّور القرآنية فِي سِتَّة مَوَاضِع انبسطت فِي نَفسهَا وَنظرت إِلَى أَصْلهَا وَهُوَ أثنين فَحصل مِنْهَا أثنى عشر اسْم هِيَ ذاتية وَهِي حَقِيقَة من حقائق التطوير كَانَ هَذَا الْعدَد مُشْتَمِلًا على اثنى عشر برجاً ومراتب الْعدَد وَنصفه عَن السِّت الْجِهَات فِي الْعَالم السفلي بَيَان ذَلِك أَن عدد اسْمه ثَلَاثَة فَإِذا ضربت الثَّلَاثَة فِي الجذر الَّذِي هُوَ اثْنَيْنِ ظَهرت السِّتَّة وَإِذا ضربت السِّتَّة فِي الِاثْنَيْنِ أثنى عشر وَهُوَ الْفلك الْمشَار إِلَيْهِ مُحِيط بِجَمِيعِ العوالم العلويات والسفليات فَلهَذَا ظهر بِذَاتِهِ فِي آخر الْكَلِمَات الثَّلَاث التطوير والتغيير والتصوير وَهَذَا حرف الرَّاء لما كَانَت حَقِيقَته رَاجِعَة إِلَى حرف الْوَاو من وَجه ظهر فِي مرتبَة التَّوْحِيد وَهُوَ من الْحُرُوف الَّتِي لَهَا الأتصال البعدي وَلَيْسَ لَهَا القبلي وَلها من الصِّفَات سِتَّة آلَاف

وَالدَّال والذال وَالْوَاو وَالرَّاء والزاء يتَّصل بهَا وَلَا تتصل بِهِ لَهَا من الخصائص الآلهية سِتّ صِفَات وَهِي الْجلَال وَالْعَظَمَة والكبرياء والأحدية والغنى الْمُطلق والعزة الْمُطلقَة وَلها من الرِّجَال سِتَّة هَؤُلَاءِ السِّتَّة حَالهم الْبُطُون وَيُحِبُّونَ الخمول لَيْسَ لَهُم الْتِفَات إِلَى شَيْء من الكائنات ينْتَفع بهم الْخلق وَلَا يَشْعُرُونَ انْتهى

وَمن املائه لَيْلَة الثُّلَاثَاء ٢٧ من شهر رَمَضَان سنة ١٥٥٨ من ترك حَدِيث النَّفس حُرْمَة لوارد الْحق انْقَلب وسواسها إلهاما وحديثها وجدانا

<<  <   >  >>