وَلذَلِك قرى فِي بعض الْقرَاءَات وَهِي قِرَاءَة بعض الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم {وَمَا أرسلنَا من قبلك من رَسُول} وَلَا نَبِي وَلَا مُحدث الأية
وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن من أمتِي محدثين وَأَن عمر لمنهم يَقُول بعض السّلف الصَّالح أَخْبرنِي قلبِي عَن رَبِّي وَأَخْبرنِي رَبِّي عَن قلبِي وَقد صَحَّ أَن الْحق على لِسَان كل قَائِل وَالسَّلَام على أهل التَّسْلِيم
وَسَأَلَهُ الْفَقِيه مرجان وَهُوَ حِينَئِذٍ بِمَدِينَة تعز سنة ١٥٥٩ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء من جُمَادَى الْآخِرَة عَن معنى قصيدة بَيت الشَّيْخ عبد الْهَادِي وَهِي قَوْله رَضِي الله عَنهُ ... بلبل الجحف الْيَمَانِيّ ... لم أزل مِنْهُ مبلبل
كلما غنى شجاني ... قطّ لَا مليت وَلَا مل
قد عناه مَا عناني ... فَلهَذَا مَال وميل
فلمه يَا أهل الْمعَانِي ... انا مُعْجم وَهُوَ مهمل ...
فَأَجَابَهُ سيدنَا ومولانا بهذ النَّفس الْمُعظم بلبل الجحف الْيَمَانِيّ البلبل دَاعِي الْحق فِي قُلُوب الْمُؤمنِينَ والجحف منعطف الْوَادي وأضافته إِلَى الْيمن لقَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اني لأجد نفس الرَّحْمَن من قبل الْيمن فَهُوَ يَهْتِف بعشاق الْجمال وَيذكرهُمْ زمن الْوِصَال قبل الِانْفِصَال حَيْثُ قَالَ السَّيِّد الْأَكْبَر والمحبوب الأفخر {كنت نَبيا وآدَم بَين المَاء والطين} وَلَا بُد للنَّبِي من قَابل يتلَقَّى عَنهُ أسرار النُّبُوَّة الَّتِي شرف بهَا فَإِن كَانَ من عَالم الْأَرْوَاح فالقابل من عَالم الْأَرْوَاح وان كَانَ من عَالم الاشباح فالقابل من عَالم الأشباح فَلَا يزَال يتَذَكَّر مَا كَانَ بِهِ فِي ذَلِك الْعَالم قبل ضرب الْحجاب وَحُصُول الشَّك والارتياب فَلم يزل الْعَارِف المعتنى بِهِ يتَذَكَّر سوابقه ويحقق لواحقه فَلم يزل مبلبل البال والبال الْقلب أَي فَلم يزل قلبه متحركاً متقلباً فِي أَوديَة الْعِشْق حَتَّى تظهر لَهُ كلمة السَّبق فِي عَالم الْحق
يَقُول كلما غنى شجاني أَي كلما كرر فِي السجوع احرم عين الْمُحب الهجوع قَالَ الترجمان الْأَكْبَر ان الله لَا يمل حَتَّى تملوا قَالَ الشَّيْخ