للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله وعوني ثمَّ أخذت فِي علم الْعَرَبيَّة على خَالِي الْمَذْكُور وعَلى غَيره وَأخذت عَلَيْهِ خُصُوصا فِي علم الْحساب والجبر والمقابلة والمساحة والفرائض وَالْفِقْه حَتَّى انتفعت من كل علم مِنْهَا ثمَّ قَرَأت كتاب الزّبد فِي الْفِقْه للْإِمَام شرف الدّين البازري على شَيخنَا الإِمَام الْعَلامَة الصَّالح المعمر تَقِيّ الدّين مفتي الْمُسلمين أ [ي حَفْص عمر بن مُحَمَّد الْفَتى بن معيبد الْأَشْعَرِيّ رَحمَه الله قِرَاءَة بحث وَتَحْقِيق وَفهم وتدقيق فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة ثمَّ حججْت إِلَى بَيت الله الْحَرَام فِي آخرهَا وانفقت الثَّمَانِية الدَّنَانِير الَّتِي ورثتها من وَالِدي رَحمَه الله فِي تِلْكَ الْحجَّة ثمَّ تقدّمت بعد الْحَج إِلَى مَدِينَة زبيد وَقد توفّي بهَا جدي الْمَذْكُور فِي حَال غيبتي وَكَانَت وَفَاته ضحى يَوْم الْأَرْبَعَاء منتصف الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة عَن ثَمَانِينَ سنة غير أَرْبَعَة أشهر رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ قدومي يَوْم رَابِع مَوته فأقمت بزبيدعند خَالِي الْمَذْكُور فِي أطيب عَيْش وَأتم سرُور وَلم أزل عِنْده حَتَّى ذهبت إِلَى الْحجَّة الثَّانِيَة فِي أَوَاخِر سنة خمس وَثَمَانِينَ فَرَجَعت إِلَى مَدِينَة زبيد سالما غانماً ثمَّ مَنَّ الله عَليّ بِصُحْبَتِهِ شَيخنَا الإِمَام الْعَلامَة الْمُحدث بَقِيَّة أهل الْيمن زين الدّين أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن أَحْمد بن عيد اللَّطِيف الشرجي كَانَ الله لَهُ فَأخذت عَلَيْهِ فِي علم حَدِيث سَوَّلَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ هُوَ المرشد لي إِلَى ذَلِك جزاه الله عني أحسن الْجَزَاء فَقَرَأت عِنْده صَحِيح البُخَارِيّ وَمُسلم وَسنَن أبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وموطأ الإِمَام مَالك والشفاء للْقَاضِي عِيَاض وَعمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة لِابْنِ السّني وَالشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي والرسالة للقشيري وَجَمِيع مؤلفاته ومصنفاته وَمَا لَا يُحْصى من الْأَجْزَاء والكتب اللطيفة وَبِه تخرجت وانتفعت وألفت فِي حَياتِي كتابي المسمي بغاية الْمَطْلُوب وَأعظم الْمِنَّة فِيمَا يغْفر الله بِهِ الذُّنُوب وَيُوجب بِهِ الْجنَّة وَهُوَ الَّذِي تعلمت مِنْهُ صنعه التَّأْلِيف والتصنيف وَارْتَحَلت فِي حَيَاته بإشارته إِلَى بَيت الْفَقِيه ابْن عجيل لزيارة الْفُقَهَاء بني جغمان فَأخذت فِي الْفِقْه بهَا على شَيخنَا الإِمَام الصَّالح الْمقري ولي الله تَعَالَى جمال الدّين أبي أَحْمد الطَّاهِر بن أَحْمد عمر بن جغمان فَقَرَأت عَلَيْهِ منهاج الطالبين للنووي جَمِيعه وَمن الْحَاوِي الصَّغِير وتيسيره للبارزي ونظمه لِابْنِ الوردي إِلَى ثلث كل كتاب مِنْهَا وَأخذت فِي الحَدِيث بهَا على شَيخنَا الإِمَام الأوحد الصَّالح ذِي الْفُنُون العديدة

<<  <   >  >>