والمآثر الحميدة برهَان الدّين أبي اسحاق إِبْرَاهِيم بن أبي الْقَاسِم بن جغمان فَقَرَأت عَلَيْهِ كتاب الْأَذْكَار للْإِمَام النَّوَوِيّ وَالشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي وعدة الْحصن الْحصين للجزري وَغير ذَلِك وَسمعت عِنْده بِقِرَاءَة غَيْرِي مجَالِس من صَحِيح البُخَارِيّ وَمُسلم وبعضاً من كتاب الْإِرْشَاد مُخْتَصر الْحَاوِي للعلامة شرف الدّين ابْن الْمقري وَغير ذَلِك وانتفعت بِدُعَاء كل وَاحِد من مشايخي الْمَذْكُورين ومحبتهم لي رحم الله جَمِيعهم وشكر صنعهم
ثمَّ حججْت الْحجَّة الثَّالِثَة فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة وزرت بعد الْحَج قبر سيدنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة مِنْهَا ثمَّ رجعت إِلَى مَكَّة المشرفة فِي الْمحرم من سنة سبع وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة فمنَّ الله عَليّ بلقاء الشَّيْخ الإِمَام حَافظ الْعَصْر مُسْند الدُّنْيَا فريد الْوَقْت شمس الدّين أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السخاوي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي فِيهَا فصحبته وانتفعت بِهِ وَأخذت عَلَيْهِ فِي علم الحَدِيث النَّبَوِيّ وَسمعت عِنْده كثيرا من صحيحي البُخَارِيّ وَمُسلم وَمن كتاب مشكاة المصابيح للتبريزي وَجُمْلَة من الفية الحَدِيث وقرأت عَلَيْهِ كتاب بُلُوغ المرام من أَدِلَّة الْأَحْكَام لِلْحَافِظِ أبي الْفضل بن حجر وبعضاً من كتاب سيرة ابْن سيد النَّاس الْيَعْمرِي الْمُسَمَّاة بعيون الْأَثر وبعضاً من كتاب رياض الصَّالِحين للنووي وثلاثيات البُخَارِيّ وَمَا لَا يُحْصى من الْأَجْزَاء والمسلسلات وَكَانَ يجلني وَيُشِير إِلَيّ ويعظني ويقدمني على سَائِر الطّلبَة ويؤثرني وَأحسن إِلَيّ كثيرا جزاه الله عني خيرا ثمَّ لما رجعت من الْحَج إِلَى وطني وألفت كتابي المسمي كشف الْكُرْبَة فِي شرح دُعَاء الإِمَام أبي حوبة ثمَّ ألفت بعده كتابي هَذَا بغية المستفيد فِي أَخْبَار مَدِينَة زبيد وَلما وقف عَلَيْهِ مَوْلَانَا السُّلْطَان الْملك الظافر عَامر بن عبد الْوَهَّاب بن دَاوُد طَاهِر جدد الله سعوده ونضر جُنُوده طلبني إِلَى مَجْلِسه الشريف العالي المنيف واستجاده وَاسْتَحْسنهُ وَدَعَانِي ونبهني على إِلْحَاق أَشْيَاء فِيهِ كنت أغفلتها واستدراك فَوَائِد شوارد لم اكن ذكرتها ثمَّ اختصرت مِنْهُ كتابي الْمُسَمّى بِالْعقدِ الباهر فِي تَارِيخ دولة بني طَاهِر ذكرت فِيهِ دوله جديه بني طَاهِر ووالده ومآثرهم الحميدة ودلته الْمُبَارَكَة الميمونة السعيدة