فَلَا تعاشر فَتى يرميك فِي نكد ... وان رآك بِخَير مَاتَ من كمد ... فَلَا خلا جَسَد فِي الدَّهْر من حسد ... فعش وحيداً وَلَا تركن إِلَى أحد ... اني نَصَحْتُك فِيمَا قلته وكفا ...
وفيهَا فِي رَجَب ختم صَحِيح البُخَارِيّ عِنْد الْأَمِير الصَّالح الفخان الحبشي بِقِرَاءَة الْعَلامَة القَاضِي جمال الدّين محجمد المهايمي وَعمل الفخان لختمه ضِيَافَة عَظِيمَة وَأَنْشَأَ القَاضِي المهايمي فِي فضل البُخَارِيّ خطْبَة وَذكر فِي آخرهَا الفخان قَرَأَهَا ذَلِك الْيَوْم على رُؤُوس الاشهاد
وفيهَا سَافر وَالِدي من بروج إِلَى أحمج اباد وَقَامَ بهَا إِلَى ان توفّي وَكَانَ يَوْم دُخُوله إِلَيْهَا يَوْمًا مشهوداً وَخرج لاستقباله مِنْهَا من كَانَ بهَا من الوزراء
وفيهَا صنع الاستاذ شيخ الاسلام جمال الدّين مُحَمَّد بن الاستاذ شيخ الْإِسْلَام أبي الْحسن الْبكْرِيّ ضِيَافَة عَظِيمَة لتطهير اولاده الْكِرَام وَاتفقَ فِي ذَلِك الْوَقْت اتمام دَار عمرها الاستاذ أَيْضا فانشأ الأديب البارع ابراهيم بن امبلط الْمصْرِيّ فِي ذَلِك قصيدة بديعة فِي بَابهَا فائقة بَين أترابها مُشْتَمِلَة على الْمعَانِي الغريبة ومكا وَقع فِي ذَلِك من الْأُمُور العجيبة مَعَ رقة الانسجام والجناس التَّام ... وَافق السعد فِي حماك السرورا ... وأمان الزَّمَان أرْخى الستورا
فتمتع ونم وقم فِي قُصُور ... لم يصل وَاحِد إليهاقصورا
ان رَآهَا الحسود يَوْمًا بِعَين ... يَنْقَلِب طرفه إِلَيْهِ خسيرا
ان رب السَّمَاء اعطاك فِيهَا ... فَرحا عاطفا عَلَيْهِ سُرُورًا
ودحى عَنْك حادثات اللَّيَالِي ... وَبنى بَينهَا وَبَيْنك سورا
لَا تخف ان سَمِعت طَارق ليل ... فَهُوَ بِالْخَيرِ قد اتاك بشيرا
مَا لهَذَا الْبَنَّا فِي الْحسن واللطف ... وان كَانَ وَاسِعًا وكبيراً
أسسوه على التقى فَلهَذَا ... هُوَ بِالْخَيرِ لم يزل معموراً
شكر الله سعي من قد بناه ... انه كَانَ سَعْيه مشكورا
ستوفى لَك الأجور بِمَا ... وفيت للصانعين فِيهِ الأجورا