.. وَتَوَلَّى فِينَا ملك جَدِيد ... دَامَ فِينَا مؤيداً منصورا
وَله بالحلى زينت الدُّنْيَا ... واثرت ملابساً وستورا
إِن أردْت اللحاظ تلق حَرِيرًا ... أَو أردْت الْجُلُوس تلق سريرا
واكتسى الرَّوْض من بَدَائِع صنعا ... موشى محبرا تحبيرا
واكتست خضبة من الْخلْع الْخضر ... الَّتِي فَضلهَا غَدا مجرورا
وأجادت رقصاً باكمام زهر ... عطر الْكَوْن نشرها تعطيرا
وفصاح الطُّيُور غنت بلحن ... وَأجَاب المطوق الشحرورا
ولجمع الأتراك يَوْم عَظِيم ... كَانَ يحوي الْأَمِير والمأمورا
والأغاوات والصناجق إِلَّا صَاحب ... السعد مَا اسْتَطَاعَ الحضورا
ودعا السَّادة الْبَنِينَ وَأَعْطَاهُمْ ... من المَال مبلغا مصرورا
وكساهم ملابس فاخرات ... صيرت خاطراً لَهُم مجبورا
بعد اجلالهم بِحسن تلقيه ... واحلا لَهُم محلا اثيرا
ثمَّ قَاضِي الْقُضَاة جَاءَ و ... ابْتَاعَ لَهُ كَانَ جمعهم موفورا
والأمير الْمُعظم دفتر دَار مصر يُعْطي الْوُقُوف الكثيرا
وَيَقُول انْظُرُوا لعبد ولاكم ... خدمَة فالأمير لَيْسَ أَمِيرا
أدباً مِنْهُ واحتشاماً ولطفاً ... زَاده فِي مقَامه تَكْبِيرا
ومماليك صَاحب السعد جَاءُوا ... جلّ من قد براهم تصويرا
نَحْو سبعين وَثَمَانِينَ شخصا ... كل شخص يَحْكِي الْقَضِيب النضيرا
بالحياصات والعصائب صيغت ... من نضار صفا وأشرق نورا
والمزامير والطبول بأيدي ... من يجيد التطبيل والتزميرا
فغدا يَوْم جمعهنم وَهُوَ يَحْكِي ... بهم يَوْم موكب مَشْهُورا
ثمَّ كَانَت لَهُم نَهَارا وليلاً ... زفف تجمع الموَالِي الصدورا
من أولى الْخَيْر وَالصَّلَاح وَأهل ... الْعلم زيدوا على الورى توفيرا
وَمن السَّادة الموقعين وَأَصْحَاب ... الدَّوَاوِين كَانَ جماً غفيرا
وَجَمِيع الْكتاب إِلَّا قَلِيلا ... وَجَمِيع التُّجَّار إِلَّا يَسِيرا
ثمك بَاقِي الْأَنَام إِلَّا كَبِيرا ... أَو رَضِيع ثدي صَغِيرا
قلت لَوْلَا جمَالهمْ بِثِيَاب ... لحكى الْبَعْث جمعهم والنشورا
وتصور الشموع والزهر فاقت ... كثرا واستوق بهَا تَقْديرا