وزهت باخْتلَاف شكل ... ولون زَادهَا فِي جمَالهَا تزهيرا
ثمَّ فِيهَا الجنائب الغر تزهو ... بلبوس قد شهرت تشهيرا
من خُيُول مسومات جِيَاد ... عاليات وغاليات مهورا
وَلمن زف مَعَ بنيه صغَارًا ... وكطساهم من اللبَاس حَرِيرًا
وَتَوَلَّى أجر الْحساب لَهُم عَن ... والديهم يَبْغِي بِذَاكَ الأجورا
ثمَّ فِي سَابِع الْخِتَان لَهُم ... كَانَ مُهِمّ ضاهى المهم الكبيرا
فِي اجْتِمَاع وَفِي مصابيح نور ... عمرت حِين أشبعت تعميرا
وسماط مركب طَبَقَات ... كم حوى طيبا وَحَازَ حنورا
فِيهِ لَا يعبر اوصف عَنهُ ... فَلِذَا أطبقوا عَلَيْهِ حبورا
قاسه كل ذِي ذِرَاع طَوِيل ... فَرَآهُ محرراً تحريرا
أمنُوا عِنْده رقيبا نَقِيبًا ... وحسود الْأكل وغيورا
والمشاهير بِالدُّخُولِ من القرا ... والواعظين كَانُوا حضورا
يقرأون الْقُرْآن طوراً وطورا ... ينشدون الموشح المشهورا
فظفرنا مَعَهم باحياء ليل ... كَانَ بِالْخَيرِ كُله معمورا
كَانَ هَذَا المهم حاوي مهمات ... عِظَام يحْتَاج شرحا كَبِيرا
نَحْو شهر يقالم فِي كل يَوْم ... فَرح كَامِل عديم نظيرا
مَعَ غلاء الأقوات سعراً ... وَإِذ لَا يقْضِي حكم حَاكم تسعيرا
يَا لتِلْك الليال حسنا وطيباً ... ليتها مَا انْقَضتْ ودامت شهورا
تمّ فِيهَا السرُور من كل وَجه ... ومحى صفو عيشها التكديرا
وبلغنا من الزَّمَان الْأَمَانِي ... وَأمنا الْمخوف والمحذورا
لسرور الْأُسْتَاذ من سخر الله ... لَهُ الْكَوْن كُله تسخيرا
وأفاض الآله مِنْهُ علينا ... نعما جمة وفضلاً كَبِيرا
وكراماته غَدَتْ بَيِّنَات ... لَيْسَ تخفى على الْأَنَام ظهورا
من أَبُو بكر الإِمَام لَهُ جد ... وَقد كَانَ للنَّبِي نَصِيرًا
ورفيقا وَصَاحب وأنيساً ... من عَدو فِي الْغَار يَأْتِي مغيرا
حَاز إِسْنَاده علو ورفعاً ... دَرَجَات على الْأَنَام وفورا
أَخذ الْعلم عَن أَبِيه عَن الصّديق ... عَن سيد اورى مأثورا
لَا تَجف عين علمه عين ضد ... فَهِيَ عين قد فجرت تفجيرا