.. سَيِّدي هَذِه هَدِيَّة عبد ... من فريض قد غاص فِيهِ البخورا
لَو رَأَتْ درة النفيس الغواني ... نظمته وقلدته النحورا
فِيهِ لب حُلْو المذاق وقشر ... فَخذ اللب مِنْهُ وارم القشورا
مزج الْجد مِنْهُ بِالْهَزْلِ كَيْمَا ... بانتقالاته يرى مجبورا
عذره فِي تأخيرره رمد فِي ... عَيْنَيْهِ لم يزل مَعْذُورًا
وشعاري التَّأْخِير دأباً وَمعنى لم أزل فِي الورى بِهِ مغيورا
وَعَسَى أَن يحصل بِي نظر مِنْك ... فَيلقى التَّقْدِيم والتأخيرا
دمت فِي الْعَالمين عمرا طَويلا ... كل عَام تنشي مهما كَبِيرا
وَبقيت الزَّمَان مُجْتَمع الشمل ... بأولادك الْجَمِيع قريرا
بالوالي أبي السرُور وتاج الدّين ... والعارفين عاشوا دهورا
ثمَّ عبد الرَّحِيم أَيْضا وزين ... العابدين الَّذِي اسْتحق الظهورا
وأخيهم أبي الْمَوَاهِب ثمَّ الأ ... عملا صَالحا وعلماً غزيرا
قد حَضَرنَا ولائماً لَيْسَ تحصى ... وَشَهِدْنَا جمع الْأَنَام الكثيرا
مَا رَأينَا وَلَا سمعنَا بِشَيْء ... مثل هَذَا واسأل بِذَاكَ خَبِيرا
وَلَقَد قيل أرخوه فَقُلْنَا ... فَرح مبهج الْقُلُوب سُرُورًا
وَصَلَاة من رَبنَا وَسَلام ... لنَبِيّ إِلَى الْأَنَام بشيرا
مَا أُقِيمَت فِي شرع طه بمُوسَى ... سنة للخليل يهدي السرورا ...
سنة خمس وَسبعين بعد التسْعمائَة (٩٧٥) هـ
وَفِي لَيْلَة الْأَحَد بعد صَلَاة الْمغرب حادي عشر رَجَب الْفَرد الْحَرَام سنة خمس وَسبعين توفّي شيخ الْإِسْلَام مفتي الْأَنَام علم الْأَئِمَّة الْأَعْلَام مُحَرر الْمَذْهَب وطراز الْمَذْهَب أستاذ الْمُحَقِّقين سراج الظلمَة نَاصِر السّنة المحمدية بالحجيج السّنيَّة والبراهين المضيئة أَبُو الضياء عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن زِيَاد الغيثي المقصري نِسْبَة إِلَى المقاصرة بطن من بطُون عك بن عدنان الزبيدِيّ بَلَدا ومولدا ومنشأ الشَّافِعِي مذهبا الْأَشْعَرِيّ مُعْتَقدًا الْحكمِي خرقَة اليافعي تصوفاً وَفِي ذَلِك يَقُول رَحمَه الله ... أَنا شَافِعِيّ فِي الْفُرُوع ويافعي ... فِي التصوف أشعري المعتقد