للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وبذا أدين الله القاه بِهِ ... أَرْجُو بِهِ الرضْوَان فِي الدُّنْيَا وغد ...

وَصلى عَلَيْهِ وَلَده مفتي الْمُسلمين مُفِيد الطالبين الشَّيْخ الإِمَام عبد السَّلَام بعد صَلَاة الصُّبْح بالجامع المظفري بزبيد ثمَّ حمل على رُؤُوس الجم الْغَفِير وانسكب عَلَيْهِ الدمع الغزير وَدفن إِلَى جنب وَالِده بمقبرة بَاب القرتب من مَدِينَة زبيد وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم لم تَرَ الْأَعْين مثله رَحمَه الله وَرَضي عَنهُ آمين آمين وَخَلفه بعده على الافتآء والتدريس وَلَده الْمَذْكُور وَقدمه فِي ذَلِك الْجُمْهُور وَأفْتى ودرس إِلَى أَن ناخ بِبَاب مَوْلَاهُ وعرس

كَانَ الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الْمَذْكُور شَافِعِيّ الزَّمَان انْتَشَر ذكر فَضله فِي الْآفَاق قصدته الفتاوي من شاسع لبلاد وَضربت إِلَيْهِ آباط الْإِبِل من كَا نَاد للأخذ عَنهُ والاقتباس مِنْهُ ولد رَحمَه الله فِي شهر رَجَب الْحَرَام سنة تِسْعمائَة رَأس الْقرن حفظ الْقُرْآن عَن ظهر الْغَيْب على وَالِده ثمَّ الْإِرْشَاد فِي الْفِقْه والعلامة مُحَمَّد وأخيه أَحْمد ابْني مُوسَى الصنجاعي وَشَيخ الْإِسْلَام أَحْمد المزجد وتلميذه شيخ الْإِسْلَام أبي الْعَبَّاس أَحْمد ابْن الطّيب الطبنداوي وَبِه تخرج وانتفع واذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء فدرس وافتى فِي حَيَاته وَصحح لَهُ اجوبته واخذ فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَالسير على الإِمَام الْحَافِظ الضَّابِط وجيه الدّين بن الديبع وعَلى الْفَقِيه مُوسَى بن عبد اللَّطِيف المشرع وَأخذ فِي الْفَرَائِض على الشَّيْخ الْعَلامَة فَرد زَمَانه وَشَيخ شُيُوخ أَوَانه الصّديق الْغَرِيب الْحَنَفِيّ وَأخذ فِي الْأُصُول على الْفَقِيه الزَّاهِد الْعَارِف بِاللَّه المفتن جمال الدّين يحيى قتيب والعربية عَن الْفَقِيه الصَّالح الْفَاضِل المقرء مُحَمَّد مفضل اللحياني وجد واجتهد إِلَى أنرأى النَّفْع وَوجد وطالعالكتب مختصرها ومبسوطها حَتَّى صر عينا من أَعْيَان الزَّمَان يشار إِلَيْهِ بالبنان وتعقد عَلَيْهِ الخناصر وتلمذ لَهُ الأكابر

وَفِي سنة اثْنَيْنِ وَأَرْبَعين وَتِسْعمِائَة حج إِلَى بَيت الله الْحَرَام وزار قبر النَّبِي عَلَيْهِ أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام وَاجْتمعَ بفضلاء الْحَرَمَيْنِ ودرس فِي الْحَرَمَيْنِ بِمحضر م أَعْيَان البلدتين الشريفتين كمفتي الْحجاز شيخ الْإِسْلَام عبد الْعَزِيز الزمزمي وَأَمْثَاله وَكَانَ يَقُول شربت من زَمْزَم لثلاث لأرجع إِلَى بلدي وَاجْتمعَ بوالدي واشتغل بالافتاء وليرضى الله عني فَوجدت

<<  <   >  >>