للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وَمَا شاد بُنيان الْعلَا متهور ٥ وَلَا سَاد من لم يفتكر فِي العواقب

أخالط إخْوَان الزَّمَان بعقلهم ... لأنظر مَا يبدى بِهِ من عجائب

وَأظْهر أَنِّي مثلهم تستميلني ... عَذَاب الثنايا سود شعر الذوائب

وَإِن أَلِيم الهجر مِمَّا يسوءني ... وَإِن لذيذ الْوَصْل أَسْنَى مآربي

وَمَا علمُوا إِن الْهوى دن رتبي ... وَإِن مقَامي فَوْقه بمراتب

إِلَّا فِي سَبِيل الْمجد قوم عهدتهم ... يرَوْنَ اكْتِسَاب افضل أزرى المكاسب

وَمَا عِنْدهم فضل سوى كَثْرَة الْغنى ... وَمَا الْمجد غلا أَخذ بعض المناصب

فضائلهم محصورة فِي ثِيَابهمْ ... وأورادهم اتقان هَذِه المناكب

زماني رماني بَينهم يستهينني ... وَلَيْسَ محلي غير هام الْكَوَاكِب

وَله رَحمَه الله صُورَة مكبتوب منظوم كتبه إِلَى بعض أَصْحَابه بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة ... بعد إهداء اطيب السَّلَام ... وأبلغ التمجيد وَالْإِكْرَام

وَبث شوق لَا يزَال زَائِدا ... وَذكر وجد مفرط تزايدا

من كبد إِلَى اللِّقَاء ظاميه ... ومقلة من الْفِرَاق داميه

وَمن غليل مهجته عليل ... إِلَى خَلِيل سيد جليل

شمس سَمَاء الْفضل والأفضال ... وَبدر تمّ الْمُضِيّ فِي الْكَمَال

وزهرة من زهر روض الْأَدَب ... وزهرة تسمو سَمَاء الرتب

لازال فِي قلادة الدُّرُوس ... وَاسِطَة كَاللُّؤْلُؤِ النفيس

وَبعد فَالْعَبْد لَهُ عتاب ... عَلَيْك إِذْ لم يأتن كتاب

مَعَ انني أرْسلت كتبا عده ... وَلم أكن أنسى لَك الموده

فَهَل نسيت يَا فَتى ودادي ... أم عغيرك الدَّهْر بالبعاد

أم الغراطيس غَدَتْ ثمينه ... أم هِيَ لَا تُوجد فِي المدينه

هَذَا وَبِالْجُمْلَةِ وَالتَّفْصِيل ... أَنِّي كَمَا تعهد يَا خَلِيل

محبتي من كل غش خَالِصَة ... وخيل ودي لَا تكون ناكصه

فَلَا تكن لكتبك الْكِرَام ... تقطع فَهِيَ غَايَة المرام

وَالْقَصْد مِنْك يَا أخي البشاره ... أَن تدخل الْمَسْجِد للزياره

فتضع الخد على الأَرْض إِذا ... قابلت ذَاك الضريح لابذا

ثمَّ تَقول يَا نَبِي الرَّحْمَة ... للْعَالمين وَجَمِيع الْأمة

<<  <   >  >>