وكما قَالَ الآخر ... قوم محَاسِن جودهم مبثوثة ... يبْلى الزَّمَان وَذكرهَا متجدد ...
وَمَا أحسن قَول صاحبنا الشَّيْخ الْعَلامَة الْفَقِيه أَحْمد بن الْفَقِيه مُحَمَّد أَبَا جَابر حَيْثُ يَقُول ... كلهم فِي الورى شرِيف منيف ... لَكِن العيدوس أَعلَى وَأعلم
وَبِهَذَا الدَّلِيل قد قَالَ قوم ... قَوْلهم فِي الورى أقوى وأقوم
فاعتمده وَلَا تمل لسواه ... إِن شِئْت تسلى وتسلم ...
وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ كَانَ نَسِيج وَحده لَيْسَ لَهُ نَظِير فِي زَمَانه وَلم يخلفه بعده مثله وَكَانَ كَمَا قيل شعر ... قطب الورى غوثها وجامعها ... زين طَرِيق الرِّجَال سَيِّدهَا
قطب رحاها رَئِيس مجلسها ... جملَة تفصيلها واوحدها
شمس ضحاها هِلَال لَيْلَتهَا ... در مقاصيرها زبرجدها ...
وَمن تصانيفه تصنيف شرِيف واف شاف سَمَّاهُ الْجُزْء اللَّطِيف فِي علم التَّحْكِيم الشريف أَتَى فِيهِ بالعجب العجاب وأغنى بِمَا فِيهِ من الإيجاز عَن الْأَطْنَاب ذكر فِيهِ مَا ورد فِي إلباس الْخِرْقَة الصُّوفِيَّة من الْأَخْبَار والْآثَار وَصفَة التَّحْكِيم الْوَارِد عَن الْمَشَايِخ وَعدد مشايخه الَّذين أَخذ مِنْهُم الْيَد وَالْأُذن فِي إلباس الْخِرْقَة الشَّرِيفَة وأنقسام الْخِرْقَة الْمَوْجُودَة فِي سَائِر الأقطار إِلَى خَمْسَة مَشَايِخ وَله ثَلَاثَة أوراد بسيط ووسيط ووجيز وديوان
وَمن شعر هَذِه الْوَسِيلَة الْمُبَارَكَة وَهِي ... بِبسْم الله مَوْلَانَا أبتدأنا ... ونحمده على نعماه فِينَا
توسلنا بِهِ فِي كل أَمر ... غياث الْخلق رب العالمينا
وبالأسماء مَا وَردت بِنَصّ ... وَمَا فِي الْغَيْب مخزوناً مصونا
بِكُل كتاب أنزلهُ تَعَالَى ... وَقُرْآن شفا للمؤمنينا
بِكُل طوائف الْأَمْلَاك ندعوا ... بِمَا فِي غيب رَبِّي أجمعينا
وبالهادى توسلنا ولذنا ... وكل الْأَنْبِيَاء والمرسلينا
وآلهم مَعَ الْأَصْحَاب جمعا ... توسلنا وكل التابعينا ...