للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الكسائي: الأطعمة التي يدعها إليها: الوليمة وهي في العرس، والمأدبة وهي في العرس وغيره، والإعذار وهي طعام الختان خاصة، والخرس الطعام على ودلاة المرأة خاصة يدعى إليها الرجال، والتوكير طعام يجعله المرء إذا فرغ من بناء داره أو بيته، قالوا: وكر لنا! والخرسة ما يصنع للمرأة عند ولادتها نصيبها من الحلبة، والحشيشة مخلوطة بتمر فتحساه المرأة في نفاسها، والنقيعة إذا قدم الرجل من سفر، قالوا: أنقع لنا! فينحر لهم، وهي تسمى نقيعة القُدام من الأسفار قال فيها مهلهل " من الكامل ":

إنا لنضربُ بالسيوفِ رؤوسهم ... ضرب القدار نقيعة القدام

وقال أبو الجراح يمدح الكسائي " من الطويل ":

ضحوك إذا زُفَّ الخوان وزروه ... يُحيَّى بأهلاً مرحباً ثمّ يجلس

أبا حسنٍ ما جئتكم قطُّ مطفئاً ... لظى الشوق إلا والزجاجة تقلس

قال يعقوب: يريد تمتلئ حتى تفيض.

وحكي عنه أنه أقام غلاماً ممن عنده في الكتَّاب وقام إليه يفسق به، فجاء بعض الكتَّاب ليسلم عليه، فرآه الكسائي ولم يره الغلام، فجلس الكسائي في مكانه وبقي الغلام قائماً، فقال الرجل: مابالُ هذا الغلام قائماً؟ فقال الكسائي: وقع الفعل عليه فأنتصب.

قال الكسائيُ: حكى لي أبو إسحاق الفزاري أنّ أسماء بن خارجة الفزاريَّ دخل على عبد الملك بن مروان، فقال له: ياأسماء، إنه ليبلغني أشياء حسانٌ فأخبرني بهن! فقال: ياأمير المؤمنين، يخبرك بذلك غيري فهو أحسن! قال: أقسمت عليك لتجيرني! قال: ماقدمت رجلي بين يدي جليس قطُّ مخافة الاستطالة عليه ولا دعوت أحداً إلى طعام فأجابني إلا رأبت له الفضل عليَّ ماعاش وعشت، وماأتاني أحدٌ في حاجةِ فرأيت شيئاً من عرض الدنيا له مكافأة ببذل وجهه إليَّ. فقال عبد الملك: والله ما ألوم قومك حيث يسودونك. قال سليمان بن عبد الملك: يا امير المؤمنين، هل بلغك ما صنع؟! ال: وما صنع؟ فقال: اتاه الفرزدق في دية، فأعطاه اياها، ثم اقسم على بنيه أن يعطوه كما اعطاه، فخرج الفرزدق من عنده بخمس ديات، قال فهل قال فيه شيئاً. قال: نعم. قال: وما قال قال: قال:

إاذا فقد ابن خارجة بن حصن ... فلا مطرت على الار السماء

ولا قدم البشير بغنم وفد ... ولا حملت على الطهر النساء

فيوم منك خير من رجال ... كثير عندهم نعم وشاء

فبورك في بنيك وفي ابيهم ... إذا ذكروا ونحن لك الفداء

قال الكسائي: رأيت أعرابياً يتوضأ للصلاة في غداة باردة، فلما أتموضوءه قلت له: إن هذا لا يجزيك! فقال لي: إن المطالب كريم! ثم صلى قاعداً وقال:

اليك اعتذاري من صلاتي قاعداً ... على غير طهر مؤمنا نحو قبلتي

فوجهي لا يقوى على الماء بكرة ... ورجلاي لا تقوى على ثني ركبتي

ولكنني احصيه يا رب جاهداً ... واقضيكه إن عشت في وجه صيفتي

توفي الكسائي بالري بقرية منها، يقال لها: رنبويه، هو ومحمد بن الحسن في يوم واحد، وصلى عليهما الرشيد وقال: دفنت اليوم الفقه والنحو بالري. وذلك في سنة تسع وثمانين ومائة. ورثاهما اليزيدي بقصيدته التي اولها:

أسيت على قاضي القضاة محمد ... فأذريت دمعي والفؤاد عميد

فقال له الرشيد: يا يزيدي، لئن كنت تسئ بالكسائي في حياته لقد أحسنت بعد موته.

[ومن اخبار ابي هلال المحاربي]

واسمه لقيط بن بكير من رواة الكوفة، له كتاب مصنف في الاحخبار مبوب في كل فن، وله اشعار في المهدي والرشيد.

وقال: قال خالد بن كلثوم: أحسن ما قيل في وصف مشي المرأة قول قيس بن الخطيم:

تمشي كمشي المبهور في دهس الرمل الى السهل دونه الجرف

قلب: وسألت عن ذلك ابن سهل رواية الكميت، قال: بل قول الكميت:

يمشين مشي قطا البطاح تأوداقب البطون رواجح الأكفاليرمين بالحدق القلوب فما ترىإلا صريع هوى بغير قتال

[٨٣ - ومن اخبار ابي المنذر هشام بن محمد الكلبي]

كان يحيى بن معين يحسن الثناء عليه، وكان أحمد بن حنبل يكرهه، طلب ابو نؤاس عن هشام أنساب مذحج وسعد العشيرة، فوعده فلواه وأبطأ عنه، فكتب اليه ابو نؤاس:

أبا منذر ما بال أنساب مذحج ... محجبة دوني وأنت صديق

<<  <   >  >>