قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أقل أمتِي أَبنَاء السّبْعين وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم معترك المنايا مَا بَين السِّتين إِلَى السّبْعين
فَإِذا عمر فِي الْإِسْلَام سبعين سنة قَالَ هَذَا عبد قد كَانَ فِي عبودة مَوْلَاهُ حقبا لم يأبق مِنْهُ وَلم يتول حَتَّى مَاتَ فِي عبودته وَذهب شبابه وقوته فِي طَاعَته فَأوجب لَهُ محبته وأحبه أهل السَّمَاء فَإِنَّهُ يشهر حبه فيهم وَتَحْقِيق مَا ذكرنَا مَا روى وهب قَالَ مَكْتُوب فِي التَّوْرَاة أَبنَاء الْأَرْبَعين زرع قد دنا حَصَاده ابناء الْخمسين هلموا إِلَى الْحساب لَا عذر لكم أَبنَاء السِّتين مَاذَا قدمتم وماذا أخرتم أَبنَاء السّبْعين مَاذَا تنتظرون أَلا لَيْت الْخلق لم يخلقوا فَإِذا خلقُوا علمُوا لماذا خلقُوا أَلا أتتكم السَّاعَة فَخُذُوا حذركُمْ
فَإِذا بلغ ثَمَانِينَ سنة قبلت حَسَنَاته وَتجَاوز الله تَعَالَى عَن سيئاته فَإِنَّهُ عمر ضعف الْعُمر فَإِن الْعُمر التَّام أَرْبَعُونَ ثمَّ عمر أَرْبَعِينَ أخر فِي نُقْصَان وإدبار فِي الْإِسْلَام فاستوجب أَن قبلت حَسَنَاته وَتجَاوز عَن سيئاته فَإِن الله تَعَالَى قَالَ فِي الاسْتقَامَة حَتَّى إِذا بلغ أشده وَبلغ أَرْبَعِينَ سنة قَالَ رب أوزعني إِلَى آخر الْآيَة وَقَالَ الله تَعَالَى {أُولَئِكَ الَّذين نتقبل عَنْهُم أحسن مَا عمِلُوا} إِلَى قَوْله {يوعدون} فَهَذَا لمن بلغ أَرْبَعِينَ سنة فِي الاسْتقَامَة