للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ واكثر مَا يُطلق اسْم الصَّنَائِع والاولياء على الْأَوَّلين واما هَؤُلَاءِ المحدثون فخدم واعوان وَالله ولي الْمُؤمنِينَ

المسالة الثَّامِنَة تفوت مَرَاتِب صَاحب السَّيْف والقلم

لَا خَفَاء أَن السَّيْف والقلم كِلَاهُمَا الة عظمى للسُّلْطَان فِي الِاسْتِعَانَة بهما على آمره إِلَّا انه مَتى اشتدت الْحَاجة الو وَاحِد مِنْهُمَا اكثر من الآخر فرتبة صَاحبه هِيَ الْمُقدمَة

امام السَّيْف فَفِي حالتين

أَحدهمَا أول الدولة لِأَنَّهَا لَا تتمهد إِذْ ذَاك إِلَّا بِصدق الِاعْتِمَاد عَلَيْهِ وَالتَّسْلِيم لغناء المعونة بِهِ والاستظهار واين هَذَا من مرتبَة الْقَلَم الَّذِي غَايَته إِذْ ذَاك أَن يكون خَادِمًا فَقَط

الثَّانِيَة آخر امرها لِأَنَّهَا وَالْحَالة تِلْكَ بِمَا نالها من الْهَرم بِضعْف العصبية وَقلة النَّاصِر تشتد حَاجَتهَا إِلَيْهِ فِي الدفاع بِهِ واكثر من الْقَلَم وَمَعْلُوم أَن رُتْبَة من يحْتَاج إِلَيْهِ اكثر فَوق رُتْبَة من الْحَاجة إِلَيْهِ دون ذَلِك ولاجله يكون ارباب السيوف فِي الْحَالَتَيْنِ اوسع جاها واكثر نعْمَة من أَصْحَاب الاقلام واما الْقَلَم فَفِي وسط الدولة حَيْثُ يسْتَغْنى صَاحبهَا بعض الشَّيْء عَن السَّيْف لما تمهد من آمره وَمَا انْصَرف إِلَيْهِ همه من تَحْصِيل ثَمَرَات الْملك فِي ضبط الجباية وتنفيذ الْأَحْكَام والقلم هُوَ الْمعِين لَهُ فِي ذَلِك وَالْمُعْتَمد فِيهِ عَلَيْهِ فَفِي هَذِه الْحَالة الَّتِي اشتدت فِيهَا الْحَاجة إِلَيْهِ يكون أربابه أوسع جاها ونعمة واعلى رُتْبَة ومكانه واقرب من السُّلْطَان مَجْلِسا واكثر إِلَيْهِ ترددا وفيهَا يَسْتَغْنِي عَن الوزراء وَحَملَة السيوف ويبعدون عَن بَاطِن السُّلْطَان ويحذرون على أنفسهم من بوادره

<<  <  ج: ص:  >  >>