وَهُوَ فِيمَا قرب من الأَرْض اكثر لانعكاس الاشعة من سطح الأَرْض بِمُقَابلَة الاضواء فتتضاعف الْحَرَارَة هُنَا لَا جلّ ذَلِك وَإِذا تجاوزن مطارح الاشعة المنعكسة فَلَا حر هُنَاكَ بل يكون فِيهِ الْبرد حَيْثُ مجالي السَّحَاب وَالشَّمْس فِي نَفسهَا لَا حارة وَلَا بَارِدَة إِذْ هِيَ جسم بسيط مضيء وَلَا مزاج لَهُ
قَالَ وعوج بن عنَاق هُوَ من العمالقة أَو من الكنعانيين الَّذين كَانُوا فريسة بني اسرائيل عِنْد فتحهم الشَّام واطوال بني اسرائيل وجثمانهم لذَلِك الْعَهْد قريب من هياكله يشْهد بذلك ابواب بَيت الْمُقَدّس فَإِنَّهَا وان خربَتْ وجددت لم تزل الْمُحَافظَة على اشكالها ومقادير ابوابها وَكَيف يكون التَّفَاوُت بَين عوج وَبَين أهل عصره بِهَذَا الْمِقْدَار وانما شَأْن غلطهم فِي هَذَا انهم استعظموا اثار الامم وَلم يفهموا حَال الدول فِي الِاجْتِمَاع والتعاون وَمَا يحصل بذلك وبالهندام من الاثار الْعَظِيمَة فصرفوه إِلَى قُوَّة الْأَجْسَام وشدتها بِعظم هياكلها وَلَيْسَ الْأَمر كَذَلِك
التَّنْبِيه قَالَ زعم المَسْعُودِيّ نقلا عَن الفلاسفة أَن الطبيعة لما برأَ الله الْخلق كَانَت فِي نِهَايَة الْقُوَّة والكمال فَكَانَت الاعمار اطول والاجسام اقوى فان طرق الْمَوْت إِنَّمَا هُوَ بانحلال القوى الطبيعية فَإِذا كَانَت قَوِيَّة كَانَت الاعمار ازيد وعندما ادركها الضعْف بتناقض الْمَادَّة قصرت الاعمار وَلَا يزَال كَذَلِك إِلَى وَقت الانحلال وانقراض الْعَالم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute