للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ *فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ *قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} (١).

وهكذا يرى المؤمنون بالله أن الله خالق الكون، ومدبر أمره، وواضع سننه لا يتقيد بهذه السنن الظاهرة، وأن وراء هذه السنن سننًا أخرى فوق ما نعرف، وأن الكون ليس كما يزعم السطحيون من الماديين: ميكانيكيًا يسير حسب ما يتصورون، وأنه ليس له مدبر يدبر أمره وينظم شئونه .. لا، إن الكون أكبر مما يتصوره هؤلاء وأعظم، وما عرفوا منه إلا الأسماء التى يسترون بها جهلهم، وينفسون بها عن غرورهم .. وإن الأمر كما قال القرآن الكريم:

{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} (٢).

وجاء فى كتاب (الإسلام مع الحياة) بعنوان " العلم الحديث ورد الشمس ":

جاء فى قصص الأنبياء، أن يوشع بن نون كان فى معركة مع أعداء الله، وكانت الشمس تغرب قبل أن ينتهى القتال، فخشى أن يعجزوه إذا امتد القتال إلى اليوم التالى، فقال للشمس: أنت فى طاعة الله، وأنا فى طاعة الله، فأسألك أن تقفى حتى ينتقم الله من أعدائه قبل الغروب، فاستجاب الله الدعاء، ووقفت الشمس وزيد فى النهار حتى تم النصر ليوشع.

وقال الله تعالى:


(١) سورة آل عمران - الآية ٣٨ - ٤٠.
(٢) سورة الإسراء - الآية ٥٨.

<<  <   >  >>