للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} (١).

فالآية تقرر أنواع الوحى الثلاثة:

١ - وحيًا، أى إلقاء المعنى فى القلب، المعبر عنه بالنفث فى الروع؛ وفى الحديث: «إن روح القدس نفث فى رُوعى أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا فى الطلب».

٢ - الكلام من وراء حجاب، وهو أن يسمع الموحى إليه كلام الله، من حيث لا يراه، كما سمع موسى عليه السلام النداء من وراء الشجرة.

{قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ *فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (٢).

٣ - ما يلقيه ملك الوحى المرسل من الله إلى رسوله، فيراه متمثلاً بصورة رجل أو غير متمثل.

روى البخارى عن عائشة رضى الله عنها، أن الحارث بن هشام، سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كيف يأتيك الوحى؟ فقال: «أحيانًا يـ أتينى مثل صلصلة الجرس، وهو أشده علىّ، فيفصم عنى، وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانًا يتمثل لى الملك رجلاً، فيكلمنى فـ أعى ما يقول»،


(١) سورة الشورى - الآية ٥١.
(٢) سورة القصص - الآية ٢٩، ٣٠.

<<  <   >  >>