يمكن العلم أن يقبله، ويحفظه، فلا يكون ذلك بالتنقيب فى الأساطير القديمة، ولا بوسيلة التأمل فيما بعد الطبيعة، ولكن بواسطة التجربة والمشاهدة، وبتطبيقنا على الظواهر التى تحدث فينا أساليب المباحث المضبوطة نفسها فإنها منزهة عن الهوى، ومتروى فيها، أقصد بها تلك الأساليب التى نحن مدينون بها بمعارفنا عن العالم المرئى المحسوس.
فالمباحث التى يجب علينا عملها ولا يمكن أن تقتصر على تحليل ساذج للأسانيد التاريخية، أو التى صدرت عن هذا الوحى أو ذاك، مما حدث فى الزمان الماضى، ولكن يجب أن تؤسس قبل كل شىء - ككل بحث علمى بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة - على تجارب يمكننا تكرارها اليوم، مؤملين أن تزيد عليها غدًا، فلا يمكن أن تكون إلا مباحث مؤسسة على هذه القضية، وهى:" إذا كان يوجد عالم روحانى، وكان هذا العالم الروحانى موجودًا فى أى عهد كان، وكان قابلاً لأن يظهر ويستكشف، فيجب أن يكون كذلك فى أيامنا هذه ".
" فمن هذه الوجهة، وبالجرى على هذه الاعتبارات العامة، واجهت الجمعية التى أنا عضو فيها هذه المسألة ".
ثم أخذ الأستاذ (ميرس) يسرد التجارب التى عملها، وعملها غيره، مما لا سبيل إلى نشره هنا، ثم قال: " ما هى الأدلة التى تحملنى على الاعتقاد بأن كل هذا ليس بصحيح؟ هذا سؤال يجب أن يضعه كل إنسان نصب عينه، إذ التوصل إلى التحقق بغير طريق التأمل من الجهل المطلق الذى هو عليه بماهية الوجود الحقيقية .. إنى أعترف فى كل حال بأن معارفى فيما هو مرجح أو غير مرجح فى الوجود، لم تظهر لى كافية، لرفض مشاهدات يظهر لى بحق أنها حقيقية، وأنها مع ذلك ليست