للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الزَّمَانُ (١)، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ وَهْوَ الْقَتْلُ (٢)، وَحَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضَ، حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ الْمَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وَحَتَّى يَعْرِضَهُ فَيَقُولَ الَّذِى يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ لاَ أَرَبَ (٣) لِى بِهِ. وَحَتَّى يَتَطَاوَلَ النَّاسُ فِى الْبُنْيَانِ (٤)، وَحَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِى مَكَانَهُ (٥)، وَحَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ - يَعْنِى - آمَنُوا أَجْمَعُونَ، فَذَلِكَ حِينَ لاَ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَانِهَا خَيْراً، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلاَنِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا، فَلاَ يَتَبَايَعَانِهِ وَلاَ يَطْوِيَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ (٦)

فَلاَ يَطْعَمُهُ،


(١) أى أن المسافات البعيدة تقطع فى زمن قليل بواسطة سفن الفضاء والطيارات والبواخر والقطر، ونحو ذلك مما اخترعه الناس، وفى هذا إشارة من أمر الغيب الذى أعلم الله به رسوله بما سيحدث فى مستقبل الزمان.
(٢) أى أن الفتن المذهبية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية تظهر بقوة، فيتسبب عنها القتل الكثير، كما حدث فى الحرب العالمية الثانية، وكما ينتظر أن يحدث فيما إذا قامت حرب ذرية عامة، وهذه إحدى نبوآت الغيب.
(٣) لا أرب: لا حاجة لكثرة المال التى تكون آخر الزمان.
(٤) وقد تطاول الناس فى هذا الزمان حتى بنوا ناطحات السحاب، كما هو معروف فى نيويورك بأمريكا وغيرها.
(٥) لما يرى من تقديم ما يستحق التأخير وتأخير ما يستحق التقديم، وتجاهل أقدار أصحاب المواهب وكثرة التعرض للفتن.
(٦) اللقحة: ذات اللبن من النوق ..

<<  <   >  >>