ينبثق عنها هذا النظام، ولا أن يصدر عنها هذا الإحكام، فهل الصدفة هى التى خلقت الذكر والأنثى، وألفت بينهما هذا التأليف الجميل؟ وهل هى التى خلقت الأرض، وما فيها من إنسان وحيوان ونبات وجماد؟ وهل الصدفة هى التى علقت الأرض فى الهواء وسيرتها فى مدارها الذى لم تنحرف عنه قيد شعرة منذ ملايين السنين؟ وهل الصدفة هى التى سيرت الكواكب والنجوم مع ضخامتها وكثرتها بهذه السرعة المذهلة دون أن تتصادم؟ وهل الصدفة هى التى أوجدت العناصر التى يتألف منها الكون، وهى التى تُنَسِّقها تنسيقًا دقيقًا صالحًا للاستمرار والدوام إلى المدى الذى أراده الله؟
إن الذرة وهى أصغر الأشياء يحار العقل والعلم فى تركيبها المحكم، وتناسقها العجيب، وتآلف أجزائها بعضها مع بعض، فهل هذا التركيب والتأليف والتناسق صدفة؟ لنستمع إلى كلمة العلم فى الذرة:
" تتألف المادة من ذرات لا يمكن رؤيتها بأقوى المجاهر (الميكروسكوب)، ولكى نتصور حجم الذرة علينا أن نتصور أننا لو رصصنا مائة مليون ذرة جنبًا إلى جنب، لبلغ طولها بوصة تقريبًا، ومن ناحية أخرى يوجد فى قطرة من مياه البحر خمسون مليون ذرة من الذهب.
وتتألف الذرة من نواة تدور حولها كهارب سلبية (إلكترونات) فى أفلاك مستديرة، وبين الاثنين فراغ يشبه الفراغ بين الكواكب والشمس من حيث النسبة بين الحجم والأبعاد.
ويبلغ وزن أخف نواة ١٨٥٠ضعف وزن الإلكترون، ولو رصصت عشرون ألف نواة جنبًا إلى جنب لبلغ طول قطرها قطر الذرة، أو بعبارة أخرى نسبة النواة إلى الذرة كرأس الدبوس بالنسبة إلى منزل متوسط الحجم.