للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتدور الإلكترونات حول النواة فى أفلاك كأفلاك الكواكب، إذ تدور حول الشمس، ولكن هذه الأفلاك أكثر حساسية وأقل تحديدًا من أفلاك الكواكب، ولو أن المادة المؤلفة من النوى الذرية مكدسة مع بعضها أى بدون الفراغ الموجود بين النواة والالكترونات، لبلغ وزن قطعة نقدية فى حجم القرشين حوالى ٤٠ مليون طن.

وتتألف النواة من كهارب موجبة (بروتونات) يساوى عددهم عدد الكهارب السالبة (الإلكترونات) التى تدور حول النواة .. ويجد إلى جوار البروتونات كهارب أخرى متعادلة الشحنة تسمى نيوترونات، ولو استطعنا أن نخلخل من هذه الرابطة التى تربط بين البروتونات والنيوترونات، ولو استطعنا أن نخلخل من هذه الرابطة التى تربط بين البروتونات والنيوترونات، أو بالأحرى لو استطعنا أن نهيئ السبل لهروب نيترون واحد من مجموع النيوترونات التى تحيط بالبروتونات إذن لانطلقت طاقة كبرى كان (أينشتين) أول من قدرها بأنها تساوى الكتلة فى مربع سرعة الضوء مقدرًا بالسنتيمتر فى الثانية " (١).

فإذا انتقلنا من الذرة، ورفعنا رؤوسنا إلى الشمس رأينا العلم يقول:

" الشمس هى كرة متأججة بنار أشد وطيسًا من كل نار على الأرض، وهى أكبر من الأرض بأكثر من مليون مرة، أما بعدها عنا فنحو ٩٢٥٠٠٠٠٠ ميل، هذا وإن هى إلا نجمة، وليست هى فى عداد النجوم الكبرى.

وهناك مشكلة أخرى أعى حلها النهائى عقول العلماء والفلكيين، هى أن الشمس - كما يؤخذ من علم طبقات الأرض - لم تزل تشع نفس المقدار أو نحوه من الحرارة مدة ملايين من السنين، فإن كانت الحرارة الصادرة عنها نتيجة احتراقها، فكيف لم تفن مادتها مع توالى العصور؟ فلا شك أن طريقة الاحتراق الجارية فيها غير ما نعهد ونألف، وإلا لكفاها ٦٠٠٠ سنة لتحترق، وتنفد حرارتها.


(١) مستقبلنا الذرى - تأليف إدوارد تيللر وألبرت لانر - من كتاب الطاقة الإنسانية.

<<  <   >  >>