وعند الاختلاف الاخرى سهّلن ... حرم حوى غنا ومثل السّوء إن
فالواو أو كاليا وكالسّماء أو ... نشاء أنت فبالإبدال وعوا
المعنى: هذا شروع في بيان اختلاف القراء في الهمزتين من كلمتين المختلفتين في الحركة. وقد أمر الناظم رحمه الله تعالى بتسهيل الهمزة الثانية في الأقسام الخمسة المتقدمة لمدلول «حرم» والمرموز له بالحاء من «حوى» والغين من «غنا» وهم: «نافع، وابن كثير، وأبو جعفر، وأبو عمر، ورويس» ثم بيّن الناظم كيفية التسهيل فأفاد:
إذا كانت الأولى مضمومة، والثانية مكسورة مثل قوله تعالى: وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (سورة الأعراف الآية ١٨٨) فإن هؤلاء القراء المذكورين ورد عنهم في كيفية التسهيل روايتان:
الأولى: إبدال الهمزة الثانية واوا مكسورة.
الثانية: تسهيلها بين بين.
وإذا كانت الأولى مكسورة، والثانية مفتوحة مثل قوله تعالى: وَإِذْ قالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ (سورة الأنفال الآية ٣٢) فإنهم يبدلون الثانية ياء خالصة قولا واحدا.
وإذا كانت الأولى مضمومة، والثانية مفتوحة مثل قوله تعالى: إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا (سورة الأعراف الآية ١٥٥) فإنهم يبدلون الثانية واوا خالصة قولا واحدا.
وإذا كانت الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة مثل قوله تعالى: أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ (سورة البقرة الآية ١٣٣) أو الأولى مفتوحة، والثانية مضمومة وهو في قوله تعالى: كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ (سورة المؤمنون الآية ٤٤). فإنهم في هاتين الحالتين يسهلون الهمزة الثانية بين بين قولا واحدا.