والفاء من نحو يؤدّه أبدلوا ... جد ثق يؤيّد خلف خذ ...
المعنى: لمّا أتمّ الناظم رحمه الله تعالى الحديث عن اختلاف القراء في الهمز الساكن من حيث ابداله، وتحقيقه، شرع في الحديث عن اختلاف القراء في القسم الثاني من أقسام الهمز، وهو: الهمز المتحرك.
فبيّن أن المرموز له بالجيم من «جد» والثاء من «ثق» وهما: «الأزرق، وأبو جعفر» يقرءان بإبدال الهمزة المفتوحة بعد ضمّ «واوا» بشرط أن تكون الهمزة فاء للكلمة، وذلك نحو قوله تعالى: وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا (سورة آل عمران الآية ١٤٥). واشترط في الهمزة أن تكون فاء للكلمة احترازا من عينها، ولامها، نحو «فؤاد» من قوله تعالى: وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً (سورة القصص الآية ١٠). ونحو:«كفؤا» من قوله تعالى: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (سورة الإخلاص الآية ٤) فليس لهما في ذلك إبدال.
وأنّ المرموز له بالخاء من «خذ» وهو: «ابن وردان» يقرأ كلمة «يؤيد» حيث وقعت في القرآن نحو قوله تعالى: وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ (سورة آل عمران الآية ١٣) بإبدال الهمزة واوا بخلف عنه.