للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسهّل في الصور السبع الباقية بين بين.

وأجرى فيه بعضهم إبدال المكسورة بعد ضمّ «واوا» والمضمومة بعد كسر «ياء» من جنس حركة ما قبلها.

وذهب جماعة من علماء القراءات إلى الوقف على هذا النوع المنفصل رسما في جميع صوره وأحواله بالتحقيق، وأجراه مجرى الهمزة المبتدأة. والوجهان صحيحان، وقد قرأت بهما والحمد لله رب العالمين.

قال ابن الجزري:

وعنه تسهيل كخطّ المصحف ... فنحو منشون مع الضّمّ احذف

وألف النّشأة مع واو كفا ... هزؤا ويعبؤا البلؤا الضّعفا

وياء من آنانبا ال وريّا ... تدغم مع تؤوي وقيل رؤيا

وبين بين إن يوافق واترك ... ما شذّ واكسرها كأنبئهم حكي

المعنى: أشار الناظم رحمه الله تعالى بهذه الأبيات إلى أن «حمزة» روي عنه بالسند الصحيح أنه كان يقرأ باتباع الرسم العثماني في الوقف على الهمز إذا خفّفه، أيّ يراعي في ذلك خط المصحف العثماني. وقد أخذ بذلك الكثيرون من علماء القراءات، وهو المسمّى عندهم بالتخفيف الرّسمي.

ولا تظهر فائدة هذا التخفيف إلا فيما خالف فيه الرسم العثمانيّ الرسم القياسيّ، وهو خاصّ بما يتعلق برسم الهمزة دون غيرها، فلا تحذف الألفات المحذوفة رسما، ولا تثبت الحروف الزائدة رسما لا لفظا، ونحو ذلك:

فيجوز الوقف على مثل «مستهزءون» نحو قوله تعالى: قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (سورة البقرة الآية ١٤). ومثل: «منشئون» نحو قوله تعالى:

أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ (سورة الواقعة الآية ٧٢). وغير ذلك مما وقعت فيه الهمزة مضمومة بعد كسر، يجوز الوقف عليه بحذف الهمزة بعد نقل حركتها إلى الحرف الذي قبلها ليناسب الواو.

ويجوز الوقف على مثل «النّشأة» نحو قوله تعالى: ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ

<<  <  ج: ص:  >  >>