للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي وقع فيه الكسر بعد الراء، نحو قوله تعالى: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ (سورة البقرة الآية ١٠٢).

وفي نحو: «مريم» الذي وقعت فيه الياء الساكنة بعد «الراء» نحو قوله تعالى: وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ (سورة آل عمران الآية ٣٦) وهذا هو الصواب الذي قرأت به.

قال ابن الجزري:

وبعد كسر عارض أو منفصل ... فخّم وإن ترم فمثل ما تصل

المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى بتفخيم «الراءات» الواقعة بعد كسر عارض: إمّا لالتقاء الساكنين نحو: «أم ارتابوا» من قوله تعالى: أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا (سورة النور الآية ٥٠) أو لهمزة الوصل نحو: «ارجعوا» نحو قوله تعالى: ارْجِعُوا إِلى أَبِيكُمْ (سورة يوسف الآية ٨١).

أو بعد كسر منفصل بأن تكون الكسرة في حرف منفصل من الكلمة التي فيها «الراء» نحو: «برسول» من قوله تعالى: وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ (سورة الصف الآية ٦). ونحو: «لرسول» من قوله تعالى: وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ (سورة غافر الآية ٧٨) لأن الجار مع مجروره كلمتان: حرف، واسم. ويدخل في حكم ذلك نحو: «لحكم ربك» من قوله تعالى: وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ (سورة الطور الآية ٤٨). ونحو: «بحمد ربك» من قوله تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ (سورة غافر الآية ٥٥).

وكل ذلك لا يرقق ل «الأزرق» وإن وقع بعد كسر، وذلك لانفصاله.

ثم أخبر الناظم أنه إذا وقف القارئ بالرّوم، كان حكم الوقف مثل حكم الوصل، فترقق الراء المكسورة لجميع القراء نحو: «الكبر» نحو قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ (سورة إبراهيم الآية ٣٩). ونحو: «والفجر» نحو قوله تعالى: إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً (سورة الإسراء الآية ٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>