ووجه من حرّك الهاء أنه أبقاها على أصلها قبل دخول الحرف عليها، لأنه عارض، ولا يلزمها في كل موضع.
وأيضا فإن الهاء في تقدير الابتداء بها، لأن الحرف الذي قبلها زائد، والابتداء بها لا يجوز إلا مع حركتها، فحملها على حكم الابتداء بها، وحكم لها مع هذه الحروف على أصلها عند عدمهنّ.
وحجة من أسكن مع «ثمّ» أنه لما كانت كلها حروف عطف حملها كلها محملا واحدا.
قال ابن الجزري:
.......... وكسر تا الملائكة ... قبل اسجدوا اضمم ثق والاشمام خفت
خلفا بكل .......... ... ..........
المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى: للمرموز له بالثاء من «ثق» وهو «أبو جعفر» بخلف عن «ابن وردان» المرموز له بالخاء من «خفت» بضم التاء حالة وصل «للملائكة»«باسجدوا» حيث جاء في القرآن الكريم نحو قوله تعالى:
وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ (سورة البقرة آية ٣٤) وذلك اتباعا لضم الجيم، ولم يعتدّ بالساكن لأنه فاصل غير حصين. والوجه الثاني «لابن وردان» إشمام كسرة التاء الضم. والمراد بالإشمام هنا: مزج حركة بحركة، وهذا لا يدرك ولا يعرف إلا بالتلقي والمشافهة.
وقرأ باقي القراء العشرة بكسر التاء كسرة خالصة على الأصل، وكلها لغات صحيحة.
قال ابن الجزري:
.......... وأزال في أزل ... فوز ..........
المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى بأن المرموز له بالفاء من «فوز» وهو «حمزة» يقرأ «فأزالهما» من قوله تعالى: فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها (سورة البقرة