وفي «أمّ» أربع لغات: «أمّ» بضم الهمزة، وكسرها، و «أمّة» بضم الهمزة، و «أمّهة» بضم الهمزة. وحينئذ يكون «الامّهات» و «الأمّات» لغتين ليست إحداهما أصلا للأخرى.
قال ابن الجزري:
.......... وآصار اجمع ... واعكس خطيئات كما الكسر ارفع
عمّ ظبى وقل خطايا حصره ... مع نوح ..........
المعنى: اختلف القراء في «إصرهم» من قوله تعالى: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ (سورة الأعراف آية ١٥٧).
فقرأ المرموز له بالكاف من «كما» وهو: «ابن عامر»«ءاصارهم» بفتح الهمزة، ومدّها، وفتح الصاد، وإثبات ألف بعدها، بالجمع، على وزن «أعمالهم». و «الأصر» بفتح الهمزة: عقد الشيء، وحبسه لقهره. يقال:«أصرته فهو مأصور».
وقرأ الباقون «إصرهم» بكسر الهمزة من غير مدّ، وإسكان الصاد، وحذف الألف التي بعدها، على الإفراد، مثل:«إثمهم». والإصر: مصدر يدلّ على القليل والكثير من جنسه. والإصر بكسر الهمزة: العهد المؤكد الذي يثبط ناقضه عن الثواب، والخيرات. قال تعالى: وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي (سورة آل عمران آية ٨١). وحينئذ يكون المعنى على هذه القراءة:«ويضع عنهم إصرهم» أي الأمور التي تثبطهم، وتقيدهم عن فعل الخيرات، وعن الوصول إلى الثواب.
واختلف القراء في «خطيئتكم» من قوله تعالى: وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ (سورة الأعراف آية ١٦١) و «خطيئتهم» من قوله تعالى: مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً (سورة نوح آية ٢٥).