المعنى: اختلف القرّاء في «للعلمين» من قوله تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ (سورة الروم آية ٢٢).
فقرأ المرموز له بالعين من «عدا» وهو: «حفص»«للعلمين» بكسر اللام، على أنه جمع «عالم» وهو: ذو العلم، ضدّ الجهل، وخصّ الله تعالى العلماء بالآيات لأنهم أهل النظر، والاستنباط، والاعتبار، دون الجاهلين الذين هم في غفلة عن التدبر في آيات الله، والتفكر فيها، يؤيد ذلك قوله تعالى:
وقرأ الباقون «للعلمين» بفتح اللام، وهو: كل موجود سوى الله تعالى، كما قال تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ فذلك أعمّ في جميع الخلق، إذ الآيات، والدلالات على توحيد الله يشهدها العالم والجاهل، فهي آية للجميع، وحجة على كل الخلق، وليست بحجة على العالم دون الجاهل فكان العموم أولى بذلك.
فقرأ المرموز له بالظاء من «ظما» ومدلول «مدا» وهم: «يعقوب، ونافع، وأبو جعفر»«لتربوا» بتاء مثناة فوقية مضمومة مع إسكان الواو، على الخطاب، لأن قبله قوله تعالى: وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً فردّ الخطاب على الخطاب، وهو مضارع «أربى» معدى بالهمزة، والفعل مسند إلى ضمير المخاطبين، وهو منصوب بحذف النون، وناصبه «أن» مضمرة بعد لام التعليل.