المعنى: اختلف القرّاء في «ما تشتهيه» من قوله تعالى: وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ (سورة الزخرف آية ٧١).
فقرأ مدلول «عمّ» والمرموز له بالعين من «علم» وهم: «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر، وحفص»«ما تشهيه» بزيادة هاء الضمير على الأصل، لأنها تعود على «ما» الموصولة، وهذه القراءة موافقة في الرسم لمصاحف «أهل المدينة، والشام».
وقرأ الباقون «ما تشتهي» بحذف هاء الضمير، لأن عائد الصلة إذا كان متصلا منصوبا بفعل تام، أو بوصف جاز حذفه، قال ابن مالك:
............... ... والحذف عندهم كثير منجلي
في عائد متّصل إن انتصب ... بفعل أو وصف كمن نرجوا يهب
قال «أبو عمرو الداني»: وفي مصاحف أهل المدينة، والشام «ما تشهيه الأنفس» بهاءين، قال «أبو عبيد القاسم بن سلّام: ورأيته بهاءين في الإمام» وفي سائر المصاحف «تشتهي بهاء واحدة»«١» اهـ.