للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيء يكون بعده؟ قال: سبحان الله، ثم يحدث الله أيضا ما يشاء تبارك وتعالى"١.

واستدل أيضا بما في كتاب الاحتجاج عن أمير المؤمنين -عليه السلام- أنه قال: "لولا آية في كتاب الله لأخبرتكم بما كان وبما يكون وبما هو كائن إلى يوم القيامة, وهي هذه الآية: {يَمْحُوا اللَّهُ ... } "١.

وقال أيضا: "إن إنكار البداء يشترك بالنتيجة مع القول بأن الله غير قادر على أن يغير ما جرى عليه قلم التقدير, تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا"٢.

أما محمد رضا المظفر فعرف البداء في الإنسان بـ"أن يبدو له رأي في الشيء لم يكن له ذلك الرأي سابقا بأن يتبدل عزمه في العمل الذي كان يريد أن يصنعه إذ يحدث عنده ما يغير رأيه وعلمه به، فيبدو له تركه بعد أن كان يريد فعله وذلك عن جهل بالمصالح وندامة على ما سبق منه.

والبداء بهذا المعنى يستحيل على الله تعالى؛ لأنه من الجهل والنقص وذلك محال عليه تعالى, ولا تقول به الإمامية"٣.

ثم اعترف بعد ذلك قائلا: "غير أنه وردت عن أئمتنا الأطهار -عليهم السلام- روايات توهم القول بصحة البداء بالمعنى المتقدم، كما ورد عن الصادق -عليه السلام: "ما بدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل ابني" ولذلك نسب بعض المؤلفين في الفرق الإسلامية إلى الطائفة الإمامية القول بالبداء طعنا في المذهب وطريق آل البيت, وجعلوا ذلك من جملة التشنيعات على الشيعة"٣.

وليس لنا إلا أن نقول: إذا كان الأمر كما تزعم فلماذا هذا التطرف والتشدد في الأخذ بهذا المبدأ من جانب الشيعة؟ ولماذا جعلوه أصلا من أصول مذهبهم


١ المرجع السابق ج١ ص ٣٨٨ و٣٨٩.
٢ المرجع السابق ج١ ص٣٩٢ و٣٩٣.
٣ عقائد الإمامية: محمد رضا المظفر ص٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>