للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاكتسابي. والعلم الذي يختص به الأنبياء والرسل كرامة من الله لهم وهبي ليس مما يكتسب بالفكر, فغير النبي يرث العلم من النبي لكن النبي لا يرث علمه من نبي آخر, ولا من غير نبي"١.

وكذا في تفسير قوله تعالى حكاية لقول عبده زكريا: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} ٢ نحا المؤلف في تفسيرها هذا النحو٣.

نكاح المتعة:

والطباطبائي يجزم وبلا شك في جواز نكاح المتعة بناء على مذهبه, وها هو يفسر قوله تعالى: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} ٤.

فيقول: "والمراد بالاستمتاع المذكور في الآية نكاح المتعة بلا شك, فإن الآية مدنية نازلة في سورة النساء في النصف الأول من عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد الهجرة على ما يشهد به معظم آياتها, وهذا النكاح أعني نكاح المتعة كانت دائرة بينهم معمولة عندهم في هذه البرهة من الزمان من غير شك -وقد أطبقت الأخبار على تسلم ذلك- سواء كان الإسلام هو المشرع لذلك أو لم يكن, فأصل وجوده بينهم بمرأى من النبي ومسمع منه لا شك فيه، وكان اسمه هذا الاسم ولا يعبر عنه إلا بهذا اللفظ.

فلا مناص من كون قوله: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ} محمولا عليه مفهوما


١ تفسير الميزان ج١٥ ص٣٤٩.
٢ سورة مريم: الآيتان ٤ و٥.
٣ لمعرفة الحق في هذا, انظر تفسير الشيخ الشنقيطي -رحمه الله تعالى- لهذه المسألة في الفصل الأول: الاتجاه الفقهي في التفسير, من الباب الثاني ص٤٣١, فإنه أجاد وأفاد رحمه الله تعالى.
٤ سورة النساء: من الآية ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>