للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا التنبيه العام نترك إيراد أكثرها في الأبحاث الروائية؛ لخروجها عن الغرض في الكتاب، إلا ما تعلق بها غرض في البحث, فليتذكر"١.

إن هذا التنبيه لا يعفيه من مسئولية إيرادها, ولا يبرئه من انحراف اعتقادها.

وليست هذه الروايات هي المأخذ عليه فحسب, بل يؤخذ عليه كل ما يؤخذ على العقيدة الإمامية, فما تفسيره إلا على مذهبها, وما منهجه إلا منهجها, ولعل في هذا غنى عن استعراضها.

رأيي في هذا المنهج:

وما مثلي وأنا أريد الحديث عن منهجهم في التفسير إلا كمثل رجل وقف أمام قصر منيف انهدَّ عموده فتساقطت أركانه, وانطمرت معالمه فلم يظهر إلا العيوب والفجوات.

لست أقول هذا تعصبا, ولست أقوله حقدا, ولكني أرى منهجا أسقط من حسابه العمود الذي تقوم عليه أصول التفسير وأركانه وهم يعترفون بهذا.

فقد أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه محمدا -صلى الله عليه وسلم- مبينا للقرآن الكريم, فقال سبحانه: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} ٢، وقال سبحانه: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} ٣ والآيات والأحاديث في هذا كثيرة جدا.

ولا يشك عاقل أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم, ورضي الله عنهم, هم الذين تلقوا هذا البيان منه, وهم الذين نشروه بعد ذلك بين المسلمين كافة, فالطريق إليه لا يكون إلا عن طريقهم.

فإذا ما قامت فرقة وأعلنت أنها لا تثق بهذا المروي عن طريق الصحابة -رضي الله عنهم- فإنما تعلن جهلها وتعلن انحرافها وقد نقلنا نص أحد


١ الميزان في تفسير القرآن: محمد حسين الطباطبائي ج١ ص٤٢.
٢ سورة النحل: من الآية ٤٤.
٣ سورة النحل: من الآية ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>