للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقرر أن المراد بـ {الَّذِينَ} الجنس جاز نعته بغير ولو قلنا: إن غير هو نكرة لجواز نعت المعرفة بأل الجنسية والموصول الجنسي بالنكرة نحو قوله:

في أنيابها السم ناقع

فنعت السم بناقع, ومقتضى الظاهر أن يقول: سم ناقع أو السم الناقع وبسطت الكلام على هذه في النحو وقد أجازوا في الجملة بعد ذلك أن يكون نعتا حالا"١.

وفي إعراب: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} ٢، قال: "لم يقع النداء في القرآن بغير يا، وهي الأصل، فما حذف منه حرف النداء مثل: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا} وآية المؤمنون٣ قدر فيه يا لذكرها في غيره ولأصالتها"٤.

ويناقش أحيانا المفسرين في إعراب الآيات وما يراه فيها, فمن ذلك إعرابه لقوله تعالى: {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى} ٥، فقال:{أَمْ} متصلة متعلقة بقوله: {أَتُحَاجُّونَنَا} , أو منقطعة للانتقال من التوبيخ على المحاجة إلى التوبيخ على الافتراء على الأنبياء ووجه الاتصال ذمهم بجمعهم بين المحاجة في الله والقول بأن إبراهيم ومن معه كانوا هودا أو نصارى، مع كون واحد منهما كافيا في القبح، وأبو حيان لما رأى أن الغالب في المتصلة استدعاء وقوع إحدى الجملتين والسؤال عن أحدهما وما هنا ليس كذلك، اقتصر على المنقطعة وهكذا عادته، يرى غير الغالب كأنه غير موجود فيقتصر على الغالب٦.

وأحيانا يستشهد لصحة الإعراب ببعض القراءات, فمن ذلك إعراب قوله


١ هميان الزاد ١ ص١٥٦ و١٥٧.
٢ سورة البقرة: من الآية ٢١.
٣ كذا وردت, ولعلها خطأ من الناسخ أو مطبعي, وصحتها كما أرى: وآية {أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ} ا. هـ وهي إشارة إلى قوله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ} [النور: ٣١] والله أعلم.
٤ تيسير التفسير ص٣١.
٥ سورة البقرة: من الآية ١٤٠.
٦ تيسير التفسير ج١ ص١٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>