للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التزام المذهب الأباضي في العقيدة:

التزم المفسر في تفسيريه المذهب الأباضي في العقيدة وهو كغيره من المفسرين أصحاب المذاهب الأخرى لا يكاد يجد آية يوافق ظاهرها مذهبه إلا جعلها دليلا عليه ولا آية تخالف مذهبه إلا أولها بما لا يكون بينها وبين مذهبه خلاف أو معارضة، ونحن حين نسوق تأويله لبعض الآيات من هذا وذاك نعني بالعرض أكثر من سواه -كما هو مسلكنا في غيره من المذاهب- فنقول:

الأسماء والصفات:

يرى المؤلف "أن أسماء الله توقيفية، وقيل: تقاس فيما ورد فيه لفظ الفعل أو غيره مسندا فنقول: الله تائب على عباده؛ لورود تاب عليه وتاب عليهم، وباني السماء وداحي الأرض"١.

وينكر الجهة لله تعالى فيقول: "والله ينزه عن الجهات والأمكنة والتنقل"٢.

أما الغضب في قوله تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} ٣ فقال عنه: "والغضب هيجان النفس إرادة الانتقام، وعبارة بعضهم: تغير يحصل عند غليان دم القلب لإرادة الانتقام, وقيل: هيجان دم القلب لإرادة الانتقام وذلك كله في حق المخلوق، وإذا كان مسندا إلى الله تعالى كما هو المراد في الآية فالمقصود لازم ذلك ومسببه, وهما الانتقام وإن شئت فقل: العقاب"٤.

أما الاستواء في قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} ٥ فقال: "ومعنى استوئه تعالى إلى السماء: قصده إليها وتوجيه الإرادة إليها بأن يخلقها, يقال: استوى زيد إلى كذا كالسهم المرسل إذا قصده من غير أن يميل إلى غيره فكذا


١ تيسير التفسير ج١ ص٦٠.
٢ المرجع السابق ص٦٠.
٣ سورة الفاتحة: من الآية ٧.
٤ هميان الزاد ج١ ص١٥٨.
٥ سورة البقرة: من الآية ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>