للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا رفض ولا إنكار للتفسير العلمي يمنع من:

١- إدراك وجوه جديدة للإعجاز في القرآن من ناحية إثبات التوافق بين حقائقه النهائية القاطعة، وبين ما يثبت من الحقائق العلمية التي لا يقبل ثبوتها أيَّ نوع من الشك.

٢- دفع مزاعم القائلين بأن هناك عداوة بين الدين والعلم.

٣- استمالة غير المسلمين إلى الإسلام من هذا الطريق ببيان إعجازه العلمي لهم.

٤- الحث على الانتفاع بقوى الكون ومواهبه.

٥- امتلاء النفس إيمانًا بعظمة الله وقدرته حينما يقف الإنسان في تفسير كلام الله على خواص الأشياء ودقائق المخلوقات حسبما تصورها علوم الكون١، وحينما يرى الحقائق القرآنية ثابتة وصامدة تتكسر تحت أقدامها "النظريات" العلمية، وتعانقها بسلام "الحقائق" العلمية.

لا رفض يمنع هذا، ولا تسليم مطلقًا للتفسير العلمي؛ لأن:

١- إعجاز القرآن ثابت، وهي غني عن أن يُسلك في بيانه هذا المسلك المتكلَّف الذي قد يذهب بالإعجاز، وهناك من ألوان الإعجاز غير هذا ما يشهد للقرآن بأنه كتاب الله المنزَّل على محمد صلى الله عليه وسلم٢.

٢- أن الدعوة القرآنية إلى النظر في الكون والعلوم هي دعوة لعامة الناس وخاصتهم إلى موضع العبرة والعظة؛ ليهتدي الناس بها إلى خالقها وموجدها، وليس إلى بيان دقائقها وكشف علومها.

٣- أنه مدعاة إلى الزلل لدى أكثر الذين خاضوا فيه من المعاصرين؛ لأن عملية "التوفيق" تفترض غالبًا محاولة للجمع بين موقفين يتوهم أنهما متعاديان


١ مناهل العرفان في علوم القرآن: عبد العظيم الزرقاني ج١ ص٥٦٨، ٥٦٩.
٢ التفسير والمفسرون: محمد حسين الذهبي ج٣ ص١٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>