للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر من أضراره أنه من أهم الأسباب المهيئة لتعفن الرحم الذي يسبب العقم والآلام الشديدة للمرأة، وتحدث عن منابع العدوى، ثم تحدث عن الأضرار التي تصيب الرجل، ثم ذكر حِكْمَتين للمنع؛ أولهما: تقوية الإرادة، وثانيهما: أن الحيض لا إنبات فيه١.

أما الدكتور السيد الجميلي فزاد على ما ذكر من أضرار الجماع وقت الحيض أن مرض الجذام ينتقل وينجم عن المباضعة في المحيض٢.

هذه إشارات لما قاله أصحاب التفسير العلمي التجريبي في تفسير هذه الآية، وإذا ما نظرنا نظرة مقارنة بينه وبين ما أوردناه أولًا من تفسير للطبري وللشوكاني، وبين نص الآية أيضًا؛ لرأينا أن الآية تنص نصًّا على أنه أذى؛ لكنها لم تذكر ما هو هذا الأذى، ونحن المسلمين يكفينا اعتقادًا أن في جماع الحائض أذى وأنه محرم، وإذا ما أردنا زيادة تعليل ليس لأجل تعليق الحكم عليها؛ وإنما للعلم والمعرفة ليس إلا، فلا بأس أن تقرأ للطبري والشوكاني أن الأذى رائحته الكريهة، ولا بأس أن يذكر الأطباء أن الأذى هو أضراره الطبية؛ وعلى هذا فلم يخترع أصحاب التفسير العلمي هنا طريقًا بدعًا؛ وإنما التقوا مع السلف في التعليل؛ وإنما لم يتفقوا على علة.

ثالثًا: قوله تعالى: {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} ٣

قال الشوكاني -رحمه الله تعالى- في تفسيرها: "يقال: ثنَى صدره عن الشيء: إذا ازورَّ عنه وانحرف منه، فيكون في الكلام كناية عن الإعراض؛ لأن مَن أعرض عن الشيء ثنى عنه صدره وطوى عنه كشحه. وقيل معناه: يعطفون صدورهم على ما فيها من الكفر والإعراض عن الحق؛ فيكون في الكلام كناية عن الإخفاء لما يعتقدونه من الكفر، كما كان دأب المنافقين، والوجه الثاني أَوْلَى"، إلى


١ القرآن والطب: الدكتور الحاج محمد وصفي، انظر الصحفات ٦٦-٨٢.
٢ الإعجاز الطبي في القرآن: الدكتور السيد الجميلي ص١٤٠.
٣ سورة هود: الآية ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>