للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وهأنت ترى من الأقوال التي ساقها الشوكاني -رحمه الله تعالى- أن أحدًا منهم لم يقل: إن الرؤية للنار في الدنيا بالأبصار، وإن قال أحدهم: إنها في الدنيا بعيون القلوب، ولم يقل بالعيون الباصرة.

أما الأستاذ محمود القاسم ففسر الرؤية هنا بتفسير عجيب، ذكر فيه أننا نعلم علم اليقين؛ إذًا فبإمكاننا رؤية الجحيم، وأن الرؤية في الدنيا رؤية بصرية، وقد رد التفاسير التي فسرت الرؤية بالآخرة.

فقسم أولًا الكتلة الكونية إلى قسمين:

١- نجوم ملتهبة لها كل صفات جهنم الواردة في القرآن والحديث.

٢- وكواكب باردة يشملها قوله تعالى: {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} لأن الكواكب الباردة هي حجارة مختلفة الأنواع مثل الأرض، وقال: "إذًا فالكتلة الكونية هي جهنم".

ثم ذكر أنه يصح أن يوصف مَن رأى بعض الشيء بأنه رآه من باب إطلاق اسم الكل على الجزء؛ فتقول لرفيقك: لقد رأيت البحر وأنت لم ترَ منه إلا جزءًا صغيرًا.

ثم تساءل عن الجزء الذي نراه في قوله تعالى: {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ، لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} وكان جوابه لنفسه: يكفي لتحقق الآية أن نرى واحدًا من النجوم الملتهبة، التي هي من نوع جهنم، ولها جميع صفاتها كالشمس مثلًا، مع العلم أن بالإمكان رؤية نجوم أخرى مثلها أو أكبر وأشد حرًّا.

ثم تساءل مرة أخرى: هل الشمس من نوع جهنم؟ وهل لها جميع صفاتها؟ ثم أجاب بدراسة للشمس من حيث المظهر مع صور للشمس وسطحها، ومن حيث طبيعتها، ثم قرر النتيجة.

"للشمس من حيث مظهرها وطبيعتها جمع صفات جهنم الواردة في القرآن والحديث".

ثم قال: "وبالتالي الكون "الدنيا" بكليته هو جهنم، وهي موزعة حاليًا على

<<  <  ج: ص:  >  >>