لا أمريكا؛ لأن الله ذكر لنا في سورة البقرة هنا أنهم ضربوا القتيل فحيي وأخبر بمن قتله، وهو الذي كان وارثًا له فحرم الميراث، وإذا صح هذا في نفس واحدة فجميع الأنفس يجب أن تكون كذلك، وأنها حية بعد الموت، وليس يمكن أن يكون هذا يقينًا إلا إذا رأينا بأنفسنا في زماننا بلا شك، وأنَّى لنا ذلك إلا بالكد والنصب والتعب والسهر ليلًا ونهارًا في العلم والعمل.
ولقد ألفت كتابًا سمتيه "كتاب الأرواح" ضمنته ما ورد إلينا من أوربا وأمريكا من كيفية إحضارها، وهكذا ما يقابل ذلك مما ورد في القرآن والحديث وكلام الصالحين، فرأيت اتفاقًا بين الأمتين، فلأنقل لك الآن ما جاء في التوراة من إحضار الأرواح مثلما في عصرنا تمامًا، ثم أتبعه بنُبذة مما في كتاب الأرواح الذي ألفته في تاريخ هذا العلم، ولست أريد بذلك أن تقلد ما أقول؛ ولكن أقول يجب أن يكون في المسلمين جماعة صادقون مخلصون قاصدون وجه الله والدار الآخرة لا عرض الدنيا، ينقطعون لهذا العلم، ويحضرون الأرواح؛ لأجل العلم والمعرفة، ولا يتكلون على أوربا وأمريكا، ويميزون الخبيث من الطيب، وطرق التحضير واضحة في كتاب الأرواح المذكور".
ثم ذكر نصًّا استدل به على ما ذكر من التوراة إلى أن قال: "أما ما جاء في العصر الحاضر الذي يناسب مسألة القتيل الذي ضربوه ببعض البقرة، ومسألة إبراهيم الخليل وقوله لله عز وجل:{وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} ، ومسألة صموئيل النبي مع طالوت المعبر عنه بلفظ شارل في التوراة الذي ذكرنا قصته الآن فهاكه، قلت في كتاب الأرواح:
قال شير محمد: هل يذكر لي الأستاذ كيف كان بدء هذه الحركة في العالم الحديث؟ قلت: إن هذه الحركة بدأت مع الإنسان على ظهر الأرض، وعاشت مع الأمم دهورًا وأحقابًا، فلما كانت هذه القرون الحاضرة، وأظلمت الدنيا، واسود وجه الحقيقة، وأخذ الناس يجهرون بالإلحاد؛ أرسل ربك لهم عجائب، وبث لهم من الأرض غرائب، وانبعث لهم من عوامل الغيب، وسطعت الحقائق، وأشرقت الأرض بنور ربها في سنة ١٨٤٦م، ذلك أنه سمع في تلك السنة طرقات