للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى الرغم من أن الشيخ -رحمه الله- كان رجلًا تقيًّا على ما عرفته فيه وجربته منه، فإنه كان ذا خيال خصيب، وكان لهذا يُخضع القرآن لما يتخيله في معانيه بأفكاره العريضة ذات الآفاق البعيدة وإن جانبها الصواب، غفر الله له ما قال عن حسن ظن مما خالف فيه ما ينبغي في تفسير كتاب الله المجيد١.

ونحن لا نريد قولًا ونقدًا على ما قال الشيخ مصطفى، إلا أن تحضير الأرواح كان دعوة هدامة ذات صلة عميقة بالماسونية والصهيونية العالمية، واقرأ إن شئت ما كتبه الدكتور محمد محمد حسين -رحمه الله تعالى- عن الروحية في كتابه "الروحية الحديثة دعوة هدامة"؛ فقد كشف فيه زيف هذه الدعوة، وذكر فيه أن من أهدافها القضاء على الدين الحق وإلغاء أثره "فالذين يدعون استحضار أرواح الموتى يستحضرون رُوح المسلم ورُوح النصراني ورُوح اليهودي ورُوح البوذي وغير أولئك، وهؤلاء من أهل الجاهلية على تباين نحلهم من مختلف بقاع الأرض، ويزعمون أنهم يعيشون جميعًا في سعادة وهناء ومعنى ذلك أن السعادة والهناء لا تتوقف على الدين الذي يختاره الناس لأنفسهم في حياتهم الأرضية؛ وذلك يؤدي إلى الاستخفاف بالأديان كلها، وإلى تكوين مفاهيم دينية جديدة"٢.

على أن الذي يهمنا في موضع بحثنا أن الشيخ طنطاوي كان من المخدوعين بهذه الدعوة الزائفة التي راجت في عصره رواجًا كبيرًا؛ فحشدها في تفسيره، ومع هذا ومع حسن ظننا به إلا أنه تجب الإشارة والتحذير من هذا الاتجاه.

قوامين بالقسط:

في تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} ٣.


١ اتجاه التفسير في العصر الحديث: مصطفى محمد الحديدي الطير ص٧٥.
٢ الروحية الحديثة: محمد محمد حسين ص٦، ٧.
٣ سورة النساء: من الآية ١٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>