ثانيًا: أن الدين جعلها سبعًا، والفلاسة جعلوها تسعًا.
ثالثًا: المسلمون القدماء جعلوها سبعًا منها سماوات، والكرسي والعرش: هما الفلكان الباقيان اتباعًا للفلسفة القديمة، وإنجيل برنابا تبعها، فقال: تسع سموات، والمذهب القديم أبطل؛ فبَطَلَ تبعًا له ما جاء في إنجيل برنابا، وما جاء عن العلماء الذين صدقوه من المسلمين.
رابعًا: أن المذهب الحديث أبان أن عظمة الله فوق ما ذكره القدماء، وأصبح ما كان عند القدماء بالنسبة للعلم الحديث أشبه بذرة بالنسبة للأرض والجبال والبحار؛ بل أقل كثيرًا جدًّا.
خامسًا: العالم لا فراغ فيه، فالسماوات موجودة فعلًا ببراهين القدماء والمحدثين.
سادسًا: وهي سبع سموات وذلك حق؛ لأنها طباق بعضها فوق بعض.
سابعًا: المذهب الجديث يثبت فناء العالم، وفناء الكواكب، وهو موافق للقرآن؛ فهو معجزة له.
ثامنًا: أن ما قلناه ليس القصد منه أن يخضع القرآن للمباحث، فإنه ربما يبطل المذهب الحديث كما بَطَلَ القديم، فالقرآن فوق الجميع؛ وإنما التطبيق ليأنس المؤمنون بالعلم ولا ينفروا منه لمخالفته لألفاظ القرآن في نظرهم.
فقال صحابي: قد أفدت إفادة تامة، ولم يبقَ عندي إلا سؤال واحد؛ وهو لم عبر الله بسبع سموات، ولم يعبر بسماء واحدة مع أن الناس لم يروا غيرها؟
قلت: اعلم أن الله لو ذكر سماء واحدة لوقفت عقول المسلمين عليها، ولم يبحثوا عن غيرها؛ ولكنهم لما سمعوها أخذوا يقرءون فلسفة اليونان، ثم قرأنا الفلسفة الحديثة؛ فعرفنا نعمة الله وحكمته، والتعبير بالسبع امتحان وابتلاء من الله؛ لأنها تحير عقول الباحثين، فمن كان مريض النفس، صغير العقل،