للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما عرفته فيه وجربته منه، فإنه كان ذا خيال خصيب، وكان لهذا يخضع القرآن لما يتخيله في معانيه بأفكاره العريضة ذات الآفات البعيدة وإن جانبها الصواب، غفر الله له ما قال عن حسن ظن مما خالف فيه ما ينبغي في تفسير كتاب الله المجيد"١.

أما الدكتور عبد المجيد المحتسب فقال: "والحق يقال: إن الشيخ طنطاوي جوهري مع مخالفتنا إياه في منحاه ونزعته، يبدو حسن النية فيما ذهب إليه؛ فقد وجد أن السبيل التي سلكها تبعث الأمة الإسلامية بعثًا جديدًا في ميدان التقدم العلمي"٢.

ثم علَّق الدكتور على قرار منع الكتاب ومصادرته في الحجاز ونجد فقال: "والحق يقال: إن المانعين لهذا التفسير لاحظوا جنوح صاحبه؛ بل ولوعه الشديد بإخضاع الآيات القرآنية وقهرها لكي تحمل الكثير من مسائل العلوم الكونية.

وهذا تعسف ظاهر وميل بالقرآن عن مقصده الأسمي؛ ألا وهو هداية البشر لما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة، وإن دل هذا المنع على شيء فإنما يدل على الورع وصيانة القرآن عن أن ينحرف أحد بتفسيره"٢.

أما الدكتور محمد إبراهيم شريف فقال: "ومع توافر حُسْن النية لدى طنطاوي جوهري فيما ذهب إليه من هذا الاتجاه العلمي في التفسير؛ حيث رأى أن السبيل التي سلكها تبعث في الأمة الإسلامية بعثًا جديدًا في ميدان التقدم العلمي، كما تدل عليه نداءاته وخطاباته للأمة الإسلامية وعلمائها وفيضها بالغيرة والإشفاق والإخلاص، مع ذلك قُوبل تفسيره في الأوساط الإسلامية في مصر والبلاد العربية بالمعارضة والإنكار، فقيل عنه ما قيل عن غيره من قديم: إن فيه كل شيء إلا التفسير؛ حيث يذكر من الفصول المطولة في العلوم المختلفة ما يصد قارئه عما أنزل الله لأجله القرآن، ونظر إليه على أنه مخدر للأمة وملهاة


١ المرجع السابق: ص٧٥.
٢ اتجاهات التفسير في العصر الراهن ص٢٧٦، ٢٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>