للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان الحارثُ إذا اجتهدَ في اليمين قال: لا والذي نَجَّاني من يوم بدر.

ومنهم: عِكرمةُ بن أبي جَهْل، أسلمَ وحَسُن إِسلامُه، واستُشهِدَ بالشام يوم جنادَيْنِ. والعِكرمة: الحمامةُ زعموا، أو طائرٌ يشبهها.

ومن رجالهم: أبو ربيعة بن المغيرة، جدُّ عُمر بن عبد الله بن أبي ربيعة الشاعر.

ومن رجالهم في الإسلام: خالد بن الوليد بن المغيرة، كان له في الرِّدَّة بلاءٌ حسن. فتح اليمامةَ واستفتح عامةَ الشام، وسمَّاه أبو بكرٍ الصدِّيقُ سيفَ الله، وقد مرَّ تفسير هذه الأسماء. وكان خالدٌ لما فَتح اليمامةَ تزوَّج ابنه مَجَّاعة ابن مُرَارةَ الحنفيّ، وتنكَّرَ للأنَصار غايةَ التَنكرُّ، فكتبَ حسّانٌ إلى أبي بكر الصديق:

مَنْ مبلغُ الصِّدِّيقِ قولاً كأنّه ... إذا قُصَّ بين المسلمِين المَبَاردُ

أترضَى بأنَّا لم تجِفَّ دماؤُنا ... وهذا عروسٌ باليمامة خالد

يَبِيتُ يُناغِي عرسَه ويضمُّها ... وهامٌ لنا مطروحة وسواعدُ

إذا نحنُ جئنا صَدَّ عنَّا بوجههِ ... ويُلقَى لأعمام العَروس الوسائدُ

وما كانَ في صِهر اليماميِّ رغبةٌ ... ولو لم يُصَبْ إلاَّ من الناس واحدُ

فكيف بألفٍ قد أصيبوا كأنَّما ... دماؤهمُ بينَ السُّيوف المَجَاسدُ

فإنْ ترض هذا فالرِّضا ما رضيتَه ... وإلاَّ فغيِّرْ إنّ أمرك راشدُ

فأخذ عمر الصحيفةَ فدخل بها على أبي بكر رضي الله عنهما فقرأها عليه، فعزله أبو بكرٍ عن اليمامة، ثم ولاَّه الشام، فلما مات أبو بكر رضي الله عنه عزلَه

<<  <   >  >>